زيارة وفد تركي رفيع إلى النيجر تؤكد تنامي دور أنقرة الأمني في منطقة الساحل

الساعة : 16:00
22 يوليو 2024
زيارة وفد تركي رفيع إلى النيجر تؤكد تنامي دور أنقرة الأمني في منطقة الساحل

الحدث:

عُقد "اجتماع العمل المشترك" بين كل من تركيا والنيجر في نيامي (عاصمة الأخيرة) في الـ17 من الشهر الجاري، برئاسة رئيس الوزراء النيجري، علي الأمين زين. وحضر من الجانب التركي وزراء الدفاع والخارجية والطاقة فضلًا عن رئيس جهاز الاستخبارات ورئيس هيئة الصناعات الدفاعية ونائب وزير التجارة. وعلى هامش الاجتماع عقد وزير الدفاع، يشار غولر، اجتماعًا مع نظيره النيجري، فيما وقع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي مع نظيره إعلان نوايا للتعاون في مجال النفط والغاز الطبيعي.

الرأي:

يشير انعقاد هذا الاجتماع بعد ستة شهور من زيارة رئيس وزراء النيجر إلى أنقرة واجتماعه آنذاك مع الرئيس التركي "أردوغان"، إلى جدية البلدين في تعزيز العلاقة بينهما، خصوصًا في مجالات الدفاع والأمن ومكافحة الإرهاب، فضلًا عن التعاون الاقتصادي.

بدورها، تستثمر أنقرة تدهور علاقات نيامي مع باريس وواشنطن بعد الانقلاب العسكري ضد الرئيس المعزول، محمد بازوم، والذي أسفر عن طرد القوات الفرنسية من النيجر وبدء القوات الأمريكية إخلاء قواعدها من مطار نيامي وقاعدة أغاديز، تنفيذًا لقرار رئيس المجلس العسكري، عبد الرحمن تشياني، باعتبار وجود القوات الأمريكية في بلاده بعد الـ15 من أيلول/ سبتمبر 2024 غير قانوني. وبالتالي تبرز تركيا كحليف بديل للنيجر؛ فقد سبق أن تعاقدت أنقرة مع نيامي عام 2021 على بيع ست طائرات مسيّرة من طراز "بيرقدار"، إضافةً لطائرات هجومية خفيفة ومركبات مدرعة، ما يعزز القدرات العسكرية لجيش النيجر في مواجهة الحركات المتمردة الناشطة في البلاد، وفي مقدمتها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وفي الآونة الأخيرة بدأت أنقرة إرسال مقاتلين سوريين موالين لها إلى النيجر، عبر شركة "سعادات" الأمنية الخاصة، لأداء مهام حراسة للمنشآت الاقتصادية والحيوية والمشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب.

في هذا الإطار، تمثل النيجر أهمية حيوية لتركيا؛ وذلك من خلال موقعها الاستراتيجي الذي يربط بين شمال أفريقيا ومنطقة جنوب الصحراء الكبرى، ومواردها المعدنية الغنية وفي مقدمتها اليورانيوم، ووقوعها على أحد أبرز خطوط الهجرة غير النظامية إلى أوروبا. فمن جهتها، تبحث تركيا زيادة مبيعاتها من المعدات العسكرية، والاستفادة من الموارد الطبيعية كالنفط والغاز، بهدف سد ثغرة العجز التجاري السنوي الذي بلغ متوسطه 50 مليار دولار، والناشيء عن استيراد أنقرة أغلب استهلاكها من النفط والغاز، ما يؤثر على وضعها الاقتصادي، وبالتالي على استقرارها السياسي وقدراتها على نشر نفوذها في الخارج.

في السياق ذاته، أعلنت كل من النيجر ومالي وبوركينا فاسو، في السادس من تموز/ يوليو الجاري، إنشاء اتحاد كونفدرالي يُدعى "اتحاد دول الساحل"، وهو تحالف أمني وسياسي ناشيء يتمحور حول العداء مع فرنسا والغرب. وفي حين تتمتع تركيا بعلاقات أمنية مع الدول الثلاث، فإن ذلك سيجعل أنقرة مرشحة بقوة لأن تصبح لاعبًا جديدًا في المعادلة الأمنية في منطقة الساحل وشمال وغرب أفريقيا عمومًا.