الحدث:
استهدف "حزب الله"، خلال الأسبوع الماضي، خمس مستوطنات جديدة بصواريخ "كاتيوشا"؛ حيث أدخل إلى دائرة نيرانه للمرة الأولى منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" مستوطنات "أبيريم" و"نيفيه زيف" و"منوت" و"دفنا" و" تسوريال"، وذلك ردًا على استهداف المدنيين في بلدات الجميجمة ومجدل سلم وشقرا وصفد البطيخ وعدلون وحانين.
الرأي:
شهدت جبهة جنوب لبنان تطورًا جديدًا في قواعد الاشتباك من خلال تكريس معادلة توسيع "حزب الله" نطاق الاستهداف، ليشمل مستوطنات "إسرائيلية" جديدة ردًا على استهداف المدنيين، وذلك عقب ساعات من تهديد أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، في خطاب ذكرى عاشوراء باستهداف مستوطنات جديدة في حال واصلت "تل أبيب" استهداف القرى والمدنيين جنوب لبنان.
ويمكن القول إن هذا التوسّع الجديد يندرج ضمن "مسار متدرج" ينتهجه "حزب الله" في الرد على الاعتداءات "الإسرائيلية" التي تطال المدنيين، من خلال تركيزه على قصف المستوطنات القريبة وأبرزها "كريات شمونة". كما إنه يزيد الضغط على الجبهة "الإسرائيلية" الداخلية وعلى الحكومة وأجهزتها، التي تَعِد "المستوطنين" بالعودة الآمنة إلى مستعمراتهم شمال فلسطين المحتلة، في الوقت الذي تدخل فيه مستوطنات جديدة إلى نطاق عمليات الإخلاء والتهجير.
إن هذا المسار المتدرج، وإن كان منضبطًا، يرسل رسالة مفادها أن الحزب لم يتراجع حتى الآن في مواجهة الضغوط والتلويح بعملية عسكرية في الجنوب، ما يفتح الباب أمام تصعيد جديد قد يتمثل في إدخال مستوطنات جديدة إلى دائرة النيران، لا سيما مع توسيع "تل أبيب" نطاق استهدافها للقرى اللبنانية. وقد يتخذ هذا التصعيد أشكالًا متعددة تتفاوت حدتها وشدتها وطبيعة أهدافها، بحسب شدة الهجمات التي تشنها "إسرائيل" في الجنوب اللبناني.