قصف "مجدل شمس" يزيد من توتر جبهة لبنان لكن التصعيد سيظل دون سقف الحرب

الساعة : 15:45
29 يوليو 2024
قصف

الحدث:

قُتل 12 شخصًا وأصيب 30 آخرون بعضهم في حالة خطرة، جراء سقوط صاروخ في ملعب لكرة القدم في بلدة "مجدل شمس" الدرزية بمنطقة الجولان السوري المحتل. وعقب الحادثة، اتهمت "إسرائيل" "حزب الله" بالوقوف وراء الحادث، بينما نفى الحزب مسؤوليته عنه مشيرًا إلى أن الحادث كان نتيجة سقوط صاروخ "إسرائيلي" اعتراضي مضاد للصواريخ على الملعب. وقد لاقى الحادث موجة استنكار دولي واسعة، فيما دعمت واشنطن الرواية "الإسرائيلية" مؤكدةً حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها، في حين دعت دول أوروبية إلى التحقيق في الحادث، وسط دعوات للأطراف للتهدئة على الحدود بين لبنان والأراضي المحتلة.

الرأي:

حاولت "إسرائيل" استغلال حادثة "مجدل شمس"، لا سيما وأن عددًا من ضحايها من الأطفال، في اكتساب شرعية أكبر من واشنطن والمجتمع الدولي نحو وضع حد لجبهة جنوب لبنان، مستفيدةً من أجواء زيارة "نتنياهو" إلى واشنطن التي أكدت على حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها.

وعقب الحاث ارتفع سقف التهديدات "الإسرائيلية" تجاه لبنان، خصوصًا من اليمين المتطرف، والتي يستهدف جزء كبير منها تهدئة الداخل "الإسرائيلي" خصوصًا سكان مستوطنات الشمال الذين نزحوا من منازلهم. رغم ذلك، فإن مسار الأمور لا زال دون مستوى فتح حرب واسعة على جبهة جنوب لبنان، يشير إلى ذلك الحراك الأممي والدبلوماسي المعلن وخلف الكواليس لتهدئة التوتر وتدارك أي تصعيد قد يقود إلى ما لا تحمد عقباه، في ظل وجود إجماع على منع اندلاع حرب أو مواجهة واسعة تفتح بدورها حربًا إقليمية.

كما إن رغبة الطرفين في عدم الدخول في مواجهة أوسع قد تجلت في نفي "حزب الله" مسؤوليته عن الحادث، واستنكار الدولة اللبنانية لاستهداف المدنيين من جهة، ومن جهة أخرى في حصر "إسرائيل" ردها بعد اجتماع المجلس الأمني والوزاري في توجيه ضربة موجعة للحزب، تحقق لها صورة "الردع" أمام جمهورها ولا تورطها في حرب واسعة.

وبالتالي، فمن المرجح أن نشهد موجة تصعيد جديدة تخرج عن قواعد الاشتباك المعهودة، وتكون مختلفة عن سابقاتها من حيث شدتها وطبيعة ونوع الأهداف والمناطق المستهدفة، بما يشمل مواقع أو شخصيات أو منشآت في مناطق أعمق جغرافيًا، وقد تمتد لعدة أيام، وهذا ما تشي به إجراءات اتخذها "حزب الله" بإخلائه أماكن حساسة في الجنوب والبقاع، وتعليق شركات الطيران العالمية رحلاتها لمدة أسبوع إلى مطار بيروت وتحذير عدة سفارات غربية لمواطنيها من السفر إلى لبنان حاليًا.

لكن بالمقابل، وكما إن القصف في "مجدل شمس"، بغض النظر عن حقيقته، أخرج مستوى التصعيد عن سياقه السابق، فإن الرد "الإسرائيلي" عليه ليس من المضمون ألا يؤدي إلى حلقات أوسع، وهو ما يبقي الجبهة اللبنانية مفتوحة على كافة الاحتمالات.