محاولة اعتقال "أبو شجاع" تزيد التوتر بين السلطة الفلسطينية وبين الفصائل والحاضنة الشعبية للمقاومة

الساعة : 15:45
29 يوليو 2024
محاولة اعتقال

الحدث:

حاصرت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية قائد "كتيبة طولكرم"، محمد جابر (أبو شجاع)، في مستشفى ثابت ثابت بمدينة طولكرم أثناء تلقيه العلاج. وفور ورود أنباء عن محاولة أجهزة السلطة اعتقال "أبو شجاع" توجه مئات المواطنين إلى المستشفى ونجحوا في إخراجه، فيما اندلعت مواجهات بين المواطنين وعناصر الأمن. وشهد مخيم نور شمس في المدينة استقبالًا حاشدًا لـ"أبو شجاع" بعد تمكن الأهالي من إفشال محاولة اعتقاله. إلى جانب ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين عناصر أمن السلطة ومقاومين في طوباس عقب محاولة اعتقال أحد قادة "كتيبة طوباس"، كما اندلعت مواجهات في مخيم الدهيشة في بيت لحم بين مقاومين وأجهزة السلطة على خلفية أحداث طولكرم وطوباس.

الرأي:

تكثف أجهزة أمن السلطة الفلسطينية من ملاحقة المقاومين شمال الضفة الغربية بصورة خاصة، بموازاة التصعيد "الإسرائيلي" المتواصل في الضفة والقدس من اقتحامات واعتقالات واغتيالات للنشطاء من الجو، الأمر الذي يثير الغضب لدى الشارع الفلسطيني. وقد دفعت ممارسات السلطة الأهالي إلى الخروج في مظاهرات رافضة لسلوك أجهزتها وللاعتقال السياسي، وسط اتهام أجهزة الأمن بالقيام بـ"دور مشبوه" واستمرار التنسيق الأمني رغم إعلان السلطة توقفه بشكل كامل عدة مرات قبل لك. وقد تجلى رفض الأهالي لسلوك الأجهرة الأمنية في سرعة دخول الحاضنة الشعبية للمقاومين إلى خط المواجهة ونجاحها في منع اعتقال "أبو شجاع".

في غضون ذلك، فقد صعّد ملاحقة المقاومين من التوتر بين فصائل المقاومة والسلطة؛ حيث أكدت الفصائل أن اعتقال المقاومين لا يخدم سوى الاحتلال "الإسرائيلي"، ودعوا السلطة للتوقف عن هذه السياسة وضبط سلوك أجهزتها الأمنية، الأمر الذي قد يلقي بظلاله على مباحثات المصالحة الفلسطينية التي كان آخرها في جولة بكين.

في ظل هذه الأجواء، من المرجح أن يؤدي استمرار سلوك أجهزة السلطة في ملاحقة المقاومين إلى مزيد من التوترات الداخلية، سواء مع الفصائل أو على الصعيد الشعبي الرافض لهذا السلوك، لا سيما في ظل استمرار العدوان "الإسرائيلي". من جانب أخر، تسعى السلطة إلى إظهار عزمها على ملاحقة المقاومين وقدرتها على تحقيق متطلبات الأمن لـ"إسرائيل"، وفقًا للرؤية الأمريكية في محاولة لسعيها للعب دور أسياسي في اليوم التالي للحرب على القطاع.