الحدث:
أعلنت "هيئة الحشد الشعبي"، مساء الثلاثاء 30 تموز/ يوليو 2024، تعرض إحدى وحداتها في قاطع "جرف النصر" بمحافظة بابل جنوب بغداد لانفجار لم تعرف طبيعته، فيما قال بيان لقوات الحشد لاحقًا إن صواريخ أطلقتها طائرات مسيرة استهدفت دوريتين للقوات في جرف الصخر، وأكدت مصادر أمنية مقتل أربعة عناصر للحشد وإصابة ثلاثة آخرين بهجوم طيران مسيّر. وبعد دقائق من الهجوم لاحظ شهود عيان تحليق طيران مكثف (يُعتقد أنه أمريكي) في سماء محافظة الأنبار، التي تتواجد فيها قاعدة "عين الأسد"، فيما قال مسؤول أمني إن الطيران الأمريكي أجرى جولات استطلاعية في محيط القاعدة ومناطق غرب الأنبار.
من جانبها، قالت " تنسيقية الفصائل العراقية" إنها تدرس الرد المناسب على العدوان الأمريكي، مضيفةً أن واشنطن تريد الحرب من أجل حماية الكيان الصهيوني. كما كشف مصدر أمني مطلّع، الأربعاء، عن اتخاذ القوات الأمنية أقصى درجات الحيطة والتشديدات في قاعدة عين الأسد، وأنها "دخلت مرحلة الإنذار "ج" وقامت بحفر الخنادق وتشغيل صافرات الإنذار".
الرأي:
يأتي هذا الاستهداف بعد سلسلة من الهجمات بالصواريخ والطيران المسير شنتها فصائل عراقية مدعومة من إيران على قاعدة "عين الأسد" خلال الأسابيع الماضية، كما يأتي بعد ساعات قليلة من استهداف الطيران "الإسرائيلي" للقيادي الكبير في "حزب الله" اللبناني في بيروت، فؤاد شكر، ما يشير إلى احتمال التنسيق بين الجانبين "الإسرائيلي" والأمريكي في الهجمات الأخيرة. لكنّ بيانات "الحشد الشعبي" واضحة في تحميل مسؤولية القصف في جرف الصخر على الولايات المتحدة وليس "إسرائيل"، وبالتالي فإن كل تهديداتها اتجهت صوب أهداف أمريكية سواء في العراق أو مناطق أخرى.
لكنّ اللافت في هذه التطورات هو بيان "كتائب حزب الله" العراقية، (وهي على الأرجح الجهة التي كانت مستهدفة بالهجوم)، الذي وجه تحذيرًا لدولة الكويت من مغبة إعطاء تسهيلات للقوات الأمريكية لاستهداف العراق؛ حيث جاء في البيان: "لقد شن العدو الأمريكي عدوانًا غادرًا بطيرانه المسير منطلقًا من قاعدة علي السالم في الكويت، ليستهدف مجموعة من خبراء المسيرات كانوا يرومون تنفيذ تجارب تقنية جديدة لرفع كفاءة مستوى الطائرات المسيرة الاستطلاعية". وأضاف البيان: "إننا نحذر السلطات الكويتية من الاستمرار في جعل أراضيها منطلقًا للنهج الإجرامي الأمريكي تجاه بلادنا بقتل أبنائه". وهذا الأمر يفتح الطريق لاستهداف الكويت من قبل هذه الفصائل العراقية، ما يزيد من احتمال توسع التوتر الأمني في الإقليم.