اقتحام قاعدة "بيت ليد" يعمّق الانقسام "الإسرائيلي" ويزيد من خطر اليمين المتطرف

الساعة : 15:45
1 أغسطس 2024
اقتحام قاعدة

الحدث:

اقتحم عشرات اليمينيين معسكر "سدي تيمان" في النقب احتجاجًا على اعتقال عشرة جنود متهمين بالاعتداء الجنسي على أسير فلسطيني، فيما سادت حالة من الفوضى داخل قاعدة "بيت ليد" وسط "إسرائيل"، عقب اقتحام المتظاهرين المتطرفيين القاعدة احتجاجًا على توقيف الجنود المتهمين بالتنكيل بالأسرى في "سديه تيمان". وشارك في الاقتحام أعضاء من الكنيست عن الائتلاف اليميني المتطرف، كما اندلعت مواجهات عنيفة بين الشرطة العسكرية وأمن القاعدة وسادت حالة من الفوضى وفقدان السيطرة. بدوره، أعلن الجيش نقل ثلاث كتائب كان مقررًا أن تدخل قطاع غزة، وسحب قوات من الضفة والدفع بها نحو القاعدة لمنع اقتحامها مرة أخرى.

الرأي:

تسلط الأحداث في "سدي تيمان" و"بيت ليد" الأنظار على ما يحدث داخل "إسرائيل"؛ حيث اعتبر الجيش أن ما يجري في القاعدة خطير ويمس أمن الدولة. ويأتي اقتحام القاعدة رفضًا لاعتقال الجنود بعد كثرة التقارير التي تحدثت عن الاعتداءات الوحشية التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيين في المعتقل، والذي أصبح يطلق عليه "غوانتانامو إسرائيل"؛ حيث يقوم الجنود بالتنكيل بالأسرى بدعم من وزراء وأعضاء "الكنيست" في الائتلاف الحكومي، لا سيما من الوزير "بن غفير"، الذي وصف الجنود بـ"الأبطال" ووجه انتقادات لاذعة لمحاولة اعتقال الجنود المتهمين. كما يستغل الوزير المتطرف مصلحة السجون أيضًا لفرض ظروف قاسية جدًا على جميع الأسرى، ويدعمه في ذلك الوزير "سموتريتش".

من جهة أخرى، يدل الدعم السياسي من أعضاء الائتلاف اليميني للمقتحمين إلى إحداث فوضى داخل صفوف الجيش؛ حيث يسعى اليمين المتطرف للسيطرة على الجيش، الأمر الذي دفع المعارضة لاتهام "نتنياهو" بالخضوع لشركائه والسماح لـ"بن غفير" بالسيطرة على الشرطة وإخضاعها لسيطرته وتنفيذ توجهاته، وحاليًا يسعى لفعل ذلك في الجيش. من جانبه، وجّه زعيم المعارضة، يائير لابيد، والوزير المستقيل، بيني غانتس، انتقادات حادة جدًا إلى "نتنياهو" وحكومته، باعتبار أن ما يحدث يضعف الجيش ويساهم في تفكيكه ويقود المجتمع للخطر. كما اتهم وزير الدفاع، يوآف غالانت، "بن غفير" بمنع الشرطة من التحرك ضد المقتحمين، وطالب "نتنياهو" بالتحقيق معه في ذلك.

بالمحصلة، فإن ما حدث قد يلقي بظلاله على العديد من القضايا التي تعمق الانقسام في المجتمع "الإسرائيلي"، مثل تحمل المسؤولية عن الفشل في السابع من أكتوبر وما تبع ذلك، والتعديلات القضائية وتجنيد المتشددين دينيًا، وبالتالي تعميق الانقسام الداخلي على مختلف المستويات. كما أعطت هذه الأحداث ذريعة أخرى للمعسكر المناوئ لـ"نتنياهو" لمهاجمته، وبالتالي التحذير من خطر قيام ائتلافه المتطرف بأي شيء للسيطرة على الدولة والجيش حتى لو بشكل عنيف، ومن ثم زيادة التخوف من الدفع نحو اقتتال داخلي في ظل زيادة الانقسامات الحادة وتراكمها.