الحدث:
قام الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في الأول من آب/ أغسطس الجاري، بتعيين الدبلوماسي المخضرم ووزير الخارجية السابق، محمد جواد ظريف، نائبًا للرئيس للشؤون الاستراتيجية ومديرًا للمركز الرئاسي للدراسات الاستراتيجية.
الرأي:
يأتي تعيين "ظريف" في منصب نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية ضمن توجهات "بزشكيان" لشغل المناصب العليا في إدارته بشخصيات سياسية مخضرمة، سبق لها العمل في حكومات الرئيسين الإصلاحيين "روحاني" و"خاتمي". فقد تولى "ظريف" منصب وزير الخارجية من عام 2013 إلى عام 2021، في عهد "روحاني"، كما قاد الفريق المعني بالمرحلة الانتقالية لـ"بزشكيان" قبيل توليه منصب الرئاسة بشكل رسمي. ويعزى توليه منصب مدير المركز الرئاسي للدراسات الاستراتيجية إلى خبرته الطويلة في السياسة الخارجية، بالتوازي مع تخصصه الأكاديمي كأستاذ في مجال العلاقات الدولية.
كما يشير تعيين "ظريف" إلى رغبة "بزشكيان" في إجراء مفاوضات نووية مع واشنطن وتهدئة التوترات بهدف رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران؛ حيث لعب "ظريف" سابقًا دورًا بارزًا في التفاوض على "خطة العمل الشاملة المشتركة" الخاصة بالاتفاق النووي عام 2015. من جهة أخرى، فإن "ظريف" يحمل شكوكًا تجاه العلاقات الإيرانية مع روسيا؛ حيث يعتبر أن موسكو تستخدم علاقتها بطهران كورقة مساومة مع الغرب دون الاهتمام ببناء شراكة جادة بين البلدين. هذا، إضافةً إلى أن "ظريف" لا يحظى بقبول من طرف الحرس الثوري، نتيجة تذمره مما يصفه بتدخل غير المتخصصين في قضايا دولية لا يفهمون فيها، وحرصه على تجنب ترك ملف العلاقات الخارجية لإيران بيد الحرس الثوري.
إن عودة "ظريف" إلى الحكومة ستواجه تحديات جمة، في مقدمتها التوترات الإقليمية المتصاعدة على خلفية حرب غزة واغتيال قائد حركة "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران خلال اليوم الأول في عهد "بزشكيان"، والرد الإيراني المنتظر وسط تهديدات "إسرائيلية" بالاستعداد لحرب إقليمية واسعة، ما يضيق المساحة المتاحة أمام العمل الدبلوماسي لتهدئة التوتر والوصول لتفاهمات تلبي المصالح المتضاربة لأطراف الصراع.