الحدث:
أعلنت حركة "حماس" اختيار رئيسها في قطاع غزة، يحيى السنوار، رئيسًا للمكتب السياسي للحركة خلفًا للشهيد، إسماعيل هنية، الذي اغتالته "إسرائيل" في طهران قبل أسبوع. وأوضحت الحركة أنه تم اختيار "السنوار" بالإجماع بعد مشاورات ومداولات معمقة وموسعة في مؤسسات الحركة الشورية والقيادية، معبرةً عن ثقتها في "السنوار قائدًا في مرحلة حساسة وظرف محلي وإقليمي ودولي معقد".
الرأي:
شكّل اختيار "السنوار" رئيسًا للحركة خلفًا لـ"هنية" مفاجئة لأوساط عديدة على المستوى الإقليمي والدولي، لكنّه يظهر أن الحركة لا تزال تتمتع بقدرة تنظيمية عالية وتسلسل قيادي فعال، رغم اغتيال العديد من قياداتها السياسية والعسكرية. كما يعتبر هذا الاختيار ردًا على محاولات شيطنة "السنوار" التي قامت بها "إسرائيل" خلال الفترة الماضية، كونها تعتبره المسؤول الأول والمباشر عن عملية "طوفان الأقصى" وتحمّله المسؤولية عن ذلك، ومن ثم وضعته على رأس الشخصيات التي تسعى لتصفيتها. وبالتالي، فإن اختياره لقيادة الحركة يعدّ بمثابة رسالة إلى "إسرائيل" بأن الحركة تقف موحدة خلفه وخلف عملية "طوفان الأقصى" بشكل كامل.
من جهة أخرى، فإن اختيار "السنوار" قد يخفف بعض الضغوط على قيادة الحركة في الخارج، إضافةً إلى تخفيف الضغوط على حلفائها والوسطاء، لا سيما قطر التي تعرضت لضغوط كبيرة من قبل الولايات المتحدة لوجود رئيس الحركة "هنية" على أرضيها. بالمقابل، ليس من المرجح أن يؤثر اختيار "السنوار" على سير المفاوضات أو على موقف "حماس" من قضايا التفاوض الأساسية؛ نظرًا لأن "السنوار" والقيادة العسكرية في غزة بصورة عامة لم يكونوا حاضرين فحسب في صياغة أجندة الحركة التفاوضية طوال أشهر الحرب السابقة، لكن كان لهم القول الفصل في تحديد السقف السياسي والعسكري الذي يمكن أن تقبل به الحركة.
من جهة ثالثة، فإن اختيار "السنوار" سيُبقي على علاقة الحركة الوطيدة بمحور المقاومة التي تدعمه إيران؛ حيث ستواصل الحركة انفتاحها على المحور ومكوناته، خصوصًا بعد انخراط "حزب الله" وجماعة "الحوثيين" والفصائل العراقية في مساندة قطاع غزة في الحرب الجارية. كما إن اختيار "السنوار" قد يترك أثره على ملفات داخلية كالمصالحة الفلسطينية، وذلك لأن أكثر التنازلات لتحقيق المصالحة حدثت خلال فترة توليه قيادة الحركة في غزة.