الحدث:
لقي القيادي الميداني البارز في جماعة الحوثي والذي ينحدر من منطقة مران بمديرية حيدان بمحافظة صعدة اليمنية، العميد حسين عبد الله مستور الشعبل (أبو جهاد)، إضافة إلى سبعة عناصر حوثية، مصرعه مؤخرًا إثر غارات أمريكية استهدفت معمل تصنيع ومركز اختبارات لتطوير الطائرات المسيرة تابعًا لكتائب "حزب الله العراقي"، أحد فصائل الحشد الشعبي، في منطقة جرف الصخر بمحافظة بابل بالعراق. من جهتها، لم تؤكد جماعة الحوثي مقتله في العراق رسميًا، واكتفت بالقول إنه قتل في إحدى ساحات الجهاد. من جهتها، أفادت مصادر عراقية بأن الغارة الأمريكية أسفرت عن مقتل 11 شخصًا، بينهم سبعة حوثيين كانوا في العراق كمندوبين في غرفة العمليات المشتركة بين المليشيات الشيعية التابعة لإيران في المنطقة العربية، موضحةً أن المجموعة الحوثية كانت تعمل في مجال الطائرات المسيرة الانتحارية ثابتة الجناح، وتضم عددًا من المختصين في التشغيل وتحديد المواقع باستخدام "GPS".
الرأي:
يعكس مقتل القيادي الحوثي وعدد من عناصر جماعته في غارة أمريكية على الأراضي العراقية تطورًا ملحوظًا في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه الجماعة؛ حيث يأتي ذلك في إطار سلسلة من الجهود الأمريكية العسكرية التي تهدف لتقويض قدرات الحوثيين وإحباط جهودهم العسكرية والتكنولوجية، خصوصًا في مجال الطائرات المسيرة الانتحارية، بعيداً عن الالتزام بالحدود الجغرافية إن تطلب الأمر.
من جهة أخرى، يشير تواجد عناصر حوثية في العراق وتعاونهم الوثيق مع فصائل شيعية عراقية تابعة لإيران إلى عمق التداخل الإقليمي في النزاع اليمني؛ حيث يسعى الحوثيون (بدعم إيراني) لتوسيع قدراتهم العسكرية وتطوير تقنيات جديدة لتهديد خصومهم. بالمقابل، تتبنى الولايات المتحدة نهجًا هجوميًا يستهدف مراكز القيادة والتطوير التكنولوجي للحوثيين في مختلف المناطق، حتى خارج اليمن. كما تؤكد هذه العملية التزام الولايات المتحدة بسياسة الردع، لا سيما في ظل عمليات الحوثيين في البحر الأحمر وبحر العرب، إضافةً إلى هجماتهم الأخيرة ضد "إسرائيل".
ومن المتوقع أن تساهم هذه العملية في زيادة الضغط على الحوثيين، إلا أنه من غير المرجح أن تتأثر أنشطة الجماعة بشكل سلبي، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة عقب استشهاد كل من "إسماعيل هنية" و"فؤاد شكر"، الأمر الذي من شأنه أن يبقي المنطقة مسرحًا للتجاذبات والصراعات.