الحدث:
أعلن الحرس الثوري، في التاسع من آب/ أغسطس الجاري، عن إدخال الدفعة الـ14 من المنظومات التسليحية الجديدة ضمن وحدات قواته البحرية، وذلك بحضور قائده، اللواء حسين سلامي ، وأطلق عليها دفعة "الشهيد هنية بطل طريق القدس". وضمت الدفعة 2654 قطعة عسكرية من أبرزها أنظمة صواريخ متوسطة وبعيدة المدى، وطائرات مسيرة متنوعة، منها طائرة "أبابيل 5" وطائرة "مهاجر 6"، وأنظمة تشويش إلكتروني ورادارات بحرية.
الرأي:
يشير اختيار اسم "إسماعيل هنية" وتوقيت الإعلان المتزامن مع التهديد بشن عملية عسكرية ضد أهداف "إسرائيلية"، إلى أن الحرس الثوري يهدف للتلويح بقدراته العسكرية في مواجهة التهديدات "الإسرائيلية" والتعزيزات العسكرية الأمريكية، والتي كان آخرها الإعلان عن تسريع وصول مجموعة حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن"، والغواصة النووية "جورجيا" إلى المنطقة. فمن الجدير بالذكر أن بحرية الحرس الثوري تتولى مهام حماية المياه الإقليمية الإيرانية في الخليج ويقع مقر قيادتها في ميناء بندر عباس، ويفترض أن تكون طرفًا في أي قتال بحري ينشب بالمنطقة.
ومن اللافت في إعلان الحرس الثوري أن من بين الأسلحة الجديدة "صاروخ كروز لا يمكن اعتراضه لاستخدامه نظام تشويش إلكتروني متطور"، وأن بإمكانه إغراق "أي مدمرة حال إصابته إياها"، وهي توصيفات تميل للمبالغة وتهدف للردع؛ إذ لا يوجد ما يثبت دقتها عمليًا، فيما جاءت توصيفات أخرى أكثر واقعية مثل الحديث عن إدخال طائرات مسيرة تمتاز بأنها عديمة الصوت أثناء الطيران.
وقد استبق الجيش الإيراني والحرس الثوري الإعلان عن دخول منظومات الأسلحة الجديدة إلى الخدمة، بتنظيم مناورات عسكرية غرب البلاد تضمنت تحريك منصات إطلاق الصواريخ بعيدة المدى وتجهيزها للإطلاق، مع الإعلان عن أكثر من ثمانية إشعارات للطيران المدني منذ اغتيال "هنية" في الـ31 من تموز/ يوليو الماضي، باختبار صواريخ وإجراء مناورات جوية غرب إيران، ما أوجد حالة من الترقب بانتظار موعد الرد الإيراني على حادث الاغتيال.
وبالتالي، فإن الضربة الإيرانية ضد "إسرائيل" تبدو وشيكة، لكن طهران تهدف لكبح جماح الولايات المتحدة عن استهداف المصالح الإيرانية، أو التصعيد لدرجة تؤدي لاندلاع حرب إقليمية؛ حيث تخشى طهران من أن يجرها "نتنياهو" إلى حرب واسعة تنخرط فيها واشنطن لتشمل استهداف المنشآت النووية الإيرانية.