الحدث:
أعلن "أبو عبيدة"، الناطق باسم "كتائب القسام"، عن مقتل أسير "إسرائيلي" وإصابة أسيرتين أخريين بجراح خطيرة، إثر إطلاق مجندين من المكلفين بحراسة الأسرى النار عليهم في حادثين منفصلين، مضيفًا أنه تجري محاولات لإنقاذ حياة الأسيرتين المصابتين. بالمقابل، حمّل "أبو عبيدة" حكومة "نتنياهو" المسؤولية الكاملة عن المجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين، وما يترتب عليها من ردات فعل قد تؤثر على حياة الأسرى "الإسرائيليين"، كما أشار إلى "تشكيل لجنة لمعرفة التفاصيل، سيتم لاحقًا الإعلان عنها".
الرأي:
تعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن حادثة من هذا النوع، خصوصًا وأن سياسة المقاومة هي الحفاظ على حياة الأسرى "الإسرائيليين" لديها قدر المستطاع ووضعهم في أماكن آمنة، رغم شدة القصف "الإسرائيلي" المتواصل على القطاع، باعتبار أن حياتهم تمثل ثمنًا لحرية أسرى فلسطينيين لدى الاحتلال.
وبغض النظر عن تفاصيل الحادثتين، فإن إعلان "كتائب القسام" يبدو مقصودًا في وقت تسود فيه حالة من التوتر بين "نتنياهو" وقادة المنظومة الأمنية والعسكرية لا سيما وزير الدفاع، يوآف غالانت، الذي يؤيد، مع المستوى الأمني، التوصل لصفقة من أجل استعادة الأسرى، بينما يواصل "نتنياهو" وحلفاؤه المتطرفون في الحكومة تعنتهم ويضعون العراقيل لمنعها.
في السياق أيضًا، يلاحظ ربط إعلان "القسام" بين مواصلة ارتكاب المجازر بحق المدنيين في القطاع وردات الفعل الخشنة، التي قد تصدر من المقاتلين المكلفين بحماية الأسرى تجاه الأسرى "الإسرائيليين"؛ حيث ارتكب جيش الاحتلال سبعة مجازر خلال الأيام العشرة الأخيرة فقط في مناطق عديدة تركزت في المدارس التي تؤوي النازحين، فضلًا عن التوحش "الإسرائيلي" ضد الأسرى الفلسطينيين وتحديدًا أسرى غزة في معتقل "سديه تيمان". ويشير ذلك إلى احتمال أن ارتكاب مزيد من المجازر سيلقي بظلاله على حياة الأسرى، حتى مع ترجيح أن "حماس" لن تلجأ لذلك فإن التلويح به يضع مزيدًا من الضغوط الداخلية على "نتنياهو".
من جهة أخرى، يرتبط توقيت الإعلان بالدعوة التي أعلنتها كل من مصر وقطر والولايات المتحدة للعودة للمباحثات لإجراء الصفقة، وموافقة "إسرائيل" على إرسال وفد التفاوض. وبالتالي، فإن هذا الإعلان سيزيد من الضغوط الداخلية على "نتنياهو" لدفعه نحو التخلي عن تعنته، وإن كانت احتمالات أن يغيّر أجندته الأساسية مازالت غير مرجحة.