تشكيلة حكومة الحوثيين الجديدة تعكس الرغبة في تعزيز قبضتهم على السلطة في مناطق سيطرتهم

الساعة : 15:30
16 أغسطس 2024
تشكيلة حكومة الحوثيين الجديدة تعكس الرغبة في تعزيز قبضتهم على السلطة في مناطق سيطرتهم

الحدث:

أعلنت جماعة الحوثي تشكيل حكومة جديدة (غير معترف بها دوليًا) تضم 22 وزيرًا، برئاسة "أحمد غالب الرهوي" خلفًا لـ"عبدالعزيز بن حبتور"؛ حيث شهدت التشكيلة الحكومية الجديدة بقاء "محمد ناصر العاطفي" وزيرًا للدفاع، و"عبد الكريم الحوثي" وزيرًا للداخلية، بينما غاب "يحيى الحوثي"، شقيق زعيم الجماعة، الذي كان يشغل منصب وزير التربية والتعليم. وتأتي هذه الحكومة الجديدة ضمن ما وصفته الجماعة بـ"حكومة التغيير والبناء"؛ حيث جرى دمج عدد من الوزارات وتعيين وزراء جدد.

الرأي:

يعكس تشكيل حكومة الحوثيين الجديدة تحركًا استراتيجيًا ضمن إطار إعادة ترتيب البيت الداخلي للجماعة، وضمان استمرار تعزيز قبضتها على السلطة في مناطق سيطرتها. ويُبرز هذا التشكيل، الذي جاء بعد حوالي عام من الإعلان عن "تغييرات جذرية"، رغبة الحوثيين في إعادة صياغة هيكلة الحكم بما يخدم أجندتهم طويلة الأمد، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة والضغوط الدولية المستمرة.

في هذا السياق، يظهر بوضوح توجه الحوثيين نحو تحجيم دور "حزب المؤتمر الشعبي العام"، الذي ظل شريكًا رئيسيًا لهم في الحكومات السابقة؛ فقد تراجع بصورة كبيرة عدد الوزراء المحسوبين على "المؤتمر" مقارنة بالحكومة السابقة. ورغم وجود بعض الشخصيات المحسوبة على الحزب في التشكيلة الحكومية، بمن فيهم "الرهوي"، إلا أنهم على الأرجح لا يمثلون "المؤتمر" بشكل رسمي، ما يشير إلى أن الحوثيين يتبنون استراتيجية النفس الطويل في تقليص تأثير الحزب وتهميشه تدريجيًا. كما يعكس هذا التحجيم رغبة الحوثيين في التخلص من أي قوى يمكن أن تشكل تهديدًا داخليًا لسلطتهم، والتركيز على تعزيز ولاء الأفراد الذين يتبنون أيديولوجيتهم بشكل كامل.

يذكر أن "الرهوي" يتمتع بخلفية سياسية وقبلية من خارج معقل الحوثيين التقليدي، ما يجعله خيارًا مناسبًا للجماعة لتوسيع نفوذها جنوبًا، خاصةً وأنه ينتمي إلى منطقة يافع بمحافظة أبين. وقد تكون هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أكبر، تهدف إلى توسيع سيطرة الحوثيين وتأمين مناطق جديدة تحت نفوذهم.

أما على الصعيد الإقليمي، فإن تشكيل الحكومة يأتي في وقت حساس للغاية؛ حيث تشهد المنطقة تصاعدًا في التوترات، سواءً على الصعيد الأمني في البحر الأحمر أو في العلاقات المتوترة بين الحوثيين والولايات المتحدة و"إسرائيل"، واحتمالات الانتقال لمستوى أعلى من التصعيد، ما يجعل من أولويات الحوثيين ضمان وحدة الصف الداخلي، وتماسك الوضع الأمني والسياسي في مناطق سيطرتهم.