الحدث:
كشف "حزب الله" في مقطع فيديو بثّه الإعلام الحربي بعنوان "جبالنا خزائننا"، عن منشأة عسكرية باسم "عماد 4" أشبه بمدينة تحت الأرض، تظهر فيه أنفاق طويلة ضخمة محفورة داخل جبال، وتتسع لشاحنات وراجمات صواريخ كبيرة الحجم، وبداخلها بوابات ومسارات متعرجة ومسافات كبيرة. وبحسب معلومات خاصة نقلتها قناة "الميادين" فإن هذه المنشأة أشرف عليها الشهيد "عماد مغنية"، وهي عينة من ترسانة القوة الصاروخية مجهّزة بعشرات الآليات للرمي بصواريخ ثقيلة من عيار "220" و"303"، وتتضمّن مهاجع لتخزين الصواريخ وتذخير الراجمات بعد الرمية الأولى، ومنظومة تقنية وفنية متكاملة مع منظومة اتصالات تتمتّع بتشفير خاص، كما تضمّ مستشفى ميدانيًا وحاجات حياتية تكفي أفرادها لنحو سنة كاملة.
الرأي:
هذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها "حزب الله" عن منشأة عسكرية سريّة تحت الأرض، والتي يبدو أنها واحدة من سلسلة منشآت تابعة للحزب في لبنان. ويأتي الفيديو استكمالًا لفيديوهات سابقة بثها الحزب تحت عنوان "الهدهد 1و2و3"، في إطار الحرب النفسية ضد العدو "الإسرائيلي"، وتأكيدًا على قدراته العسكرية واللوجستية.
ويحمل هذا الفيديو رسائل هامة؛ فمن جهة أتى بعد يومين من إعلان سلاح الجو "الإسرائيلي" تنفيذ أقوى هجوم على بلدة "كفركلا" الحدودية منذ بداية الحرب، استخدم فيه لأول مرة قنابل خارقة للتحصينات من طراز "إم كي-84" مزودة بمجموعة "GBU-31 JDAM" لضرب أهداف تحت الأرض، وبالتالي يرسل الفيديو رسالة للكيان بصعوبة تحقيق أهدافه بسبب طبيعة المنشآت التي يقيمها تحت الأرض، وأن "تل أبيب" لن تكون قادرة كما تزعم على تدمير مخازن ومستودعات وتحصينات "حزب الله".
من جهة أخرى، يأتي الفيديو في ظل التهديدات "الإسرائيلية" بشن ضربات استباقية أو توسيع المواجهة على جبهة جنوب لبنان، في حال رد الحزب على اغتيال القيادي "فؤاد شكر" في الضاحية الجنوبية لبيروت. كما عبّر الفيديو عن حالة الجاهزية الكاملة للحزب للتصدي لأي هجوم، في رسالة "استعراض للقوة" تهدف إلى ردع العدو عن الانتقال إلى مرحلة جديدة من التصعيد والتدحرج نحو حرب أو مواجهة أكثر اتساعًا.
إلى جانب ذلك، يوجه الحزب رسالة استباقية حول مصير الجبهة في حال اختار "الإسرائيليون" شنّ حرب عليه في لبنان، وذلك على وقع المفاوضات الدائرة في الدوحة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لردعهم عن التفكير بفرط عقد المفاوضات وتوسيع الحرب باتجاه لبنان.