الحدث:
أعلنت جماعة الحوثي تنفيذ هجوم استهدف ناقلة نفط تحمل اسم "سونيون" أثناء مرورها عبر البحر الأحمر، فيما أسفر الهجوم عن تعطل محرك السفينة واضطرار طاقمها إلى إخلائها حيث تم نقلهم إلى جيبوتي. وأوضحت الجماعة أن الهجوم نُفذ بواسطة طائرة مسيرة، ما أسفر عن اندلاع حريق ضخم على متن الناقلة التي كانت محملة بمليون برميل من النفط الخام. وذكرت الجماعة في بيان لها أن العملية جاءت ضمن ما وصفته بإجراءات الحظر، المفروض على السفن التي تنتهك قرارات الجماعة بشأن عدم الدخول إلى الموانئ "الإسرائيلية".
الرأي:
رغم أن هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الحوثيون مصالح دولية في البحر الأحمر، لكن هذه العملية تمثل تأكيدًا قويًا على إصرار الجماعة على لعب دور فاعل ومؤثر في المنطقة، رغم التهديدات "الإسرائيلية" والأمريكية بمعاقبتهم. كما تعكس العملية القدرة المتزايدة للحوثيين على تنفيذ هجمات دقيقة ضد أهداف دولية حساسة، وهو ما يضعهم في موقع الفاعل الأكثر تأثيرًا في معادلة الصراع الإقليمي.
من جهة أخرى، يعزز هذا الهجوم من مكانة الحوثيين كجزء رئيسي في منظومة "محور المقاومة" في المنطقة، جنبًا إلى جنب مع "حزب الله" والمجموعات المسلحة العراقية، إضافةً إلى أنهم يسعون إلى ترسيخ الجماعة كطرف رئيس لا يمكن تجاهله في أي معادلة إقليمية أو دولية تتعلق باليمن.
كما يأتي الهجوم الحوثي على "سونيون" في إطار الرد على التصعيد "الإسرائيلي" في غزة ولبنان، والمجازر التي تنفذها قوات الاحتلال هناك. بهذا، يسعى الحوثيون إلى تعزيز شرعيتهم ليس فقط على المستوى المحلي في اليمن، بل على المستوى العربي والإسلامي الأوسع كذلك. ومن خلال استمرار هذه الهجمات، يحاول الحوثيون إعادة تقديم أنفسهم كقوة عربية مقاومة لـ"إسرائيل"، ما يمنحهم نقاط قوة إضافية في مواجهة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، والتي تعاني من تراجع هيمنتها وقدرتها على إدارة المناطق التي تسيطر عليها.
بالمحصلة، يمكن القول إن هذا الهجوم يرسخ بشكل أو بآخر المكانة المتنامية للحوثيين في الساحة الإقليمية والدولية، ويعزز من قدرتهم على التأثير في معادلات الصراع الدائرة، ما يجعلهم لاعبًا رئيسيًا في أي مفاوضات مستقبلية تتعلق بالأمن والاستقرار في المنطقة.