الحدث:
أعلنت وزارة الدفاع القطرية أن قطر وتركيا أنشأتا سربًا مشتركًا للقوات الجوية بين البلدين، وذلك تزامنًا مع زيارة أجراها يوم الأحد الماضي قائد القوات الجوية التركية، الجنرال ضياء جمال قاضي أوغلو، إلى السرب القطري التركي المشترك في قاعدة دخان الجوية القطرية، للاطلاع على "سير العمل والتدريب وآخر الاستعدادات والمنشآت". ولم يوضح البيان القطري حجم السرب المشترك ومهامه، لكن صورةً مصاحبة للزيارة أظهرت طائرات تركية من طراز "F-16" إضافةً لطائرات "رافال" القطرية وطائرات "يوروفايتر تايفون".
الرأي:
بغض النظر عن حجم السرب، فإنه من المتوقع أن يعزز آليات التشغيل البيني والتدريب والتعاون ضد التهديدات المشتركة، كما يعزز أمن الدوحة ويرسل رسالة واضحة بأن الوجود العسكري التركي في الخليج لم يتأثر بتطبيع علاقات كل من قطر وتركيا مع الإمارات والسعودية، اللتين طلبتا من قطر سابقًا إغلاق القاعدة التركية ضمن مطالب إنهاء الحصار.
ورغم تسارع التعاون العسكري الإماراتي التركي خلال السنوات الأخيرة، إلى درجة أن الإمارات تصدرت جهات تصدير الصناعات الدفاعية التركية عالميًا خلال الفترة من 2019-2023، متقدمة على قطر، لكن هذه التطورات تؤكد أن الشراكة الدفاعية التركية القطرية راسخة، وأنها ليست عرضة للتأثر بعلاقات تركيا المتنامية مع الإمارات.
تجدر الإشارة إلى أن قطر تمتلك طائرات حديثة لكنها تفتقد للخبرة الكافية لتشغيل قوتها الجوية بالكفاءة اللازمة؛ ومن ثم فإن السرب المشترك سيسهم في نقل خبرات القوات الجوية التركية التي تعد واحدة من أقوى القوات الجوية في المنطقة، خاصةً وأنه من المرجح أن يشمل عمل السرب المشترك القيام بدوريات جوية في المنطقة تضم طيارين من البلدين. أما من جانب تركيا، فستحصل على نظرة فاحصة أكثر على مقاتلات "يوروفايتر" التي تخطط للحصول عليها، فضلًا عن تعامل الطيارين الأتراك عن قرب مع طائرات "رافال" التي تستخدمها اليونان بصورة واسعة.