الحدث:
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" أن سبعة جنود أمريكيين أصيبوا بجروح، خلال "الغارة المشتركة" التي نفذتها مع قوات الأمن العراقية في منطقة الحزيمي شرق وادي الغدف بصحراء الأنبار، والتي طالت أربع مضافات متباعدة، كما أسفرت الغارة عن مقتل 15 عنصرًا من تنظيم "داعش". وفي توضيح لاحق، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إن خمسة جنود أصيبوا خلال الغارة، بينما أصيب اثنان بسبب سقوطهما، ولم يحدد البيان إن كانت الغارة بطائرات عراقية أم أمريكية، لكن وسائل إعلامية محلية قالت إن إصابات الجنود الأمريكان سببها اشتباكات مع عناصر من التنظيم كانوا مسحين بأسلحة متعددة وقنابل يدوية وأحزمة انتحارية متفجرة. ولم يعلَن عن سقوط ضحايا أو إصابات في صفوف الجنود العراقيين، فيما أكدت القوات العراقية وجود قيادات مهمة من الصف الأول للتنظيم بين القتلى دون تسميتهم.
الرأي:
تعتبر هذه العملية من العمليات النادرة التي تشارك فيها القوات الأمريكية ميدانيًا مع القوات العراقية ضد تنظيم "داعش"؛ فقد جرت العادة أن تعالج مثل هذه الأهداف من خلال استهدافها بالطائرات الحربية. وتأتي العملية بعد أيام قليلة من إعلان الحكومة العراقية عن تأجيل إعلان انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، ما يعزز من قناعة كثير من الأطراف السياسية العراقية، إضافةً إلى الإدارة الأمريكية، بضرورة التريث في موضوع انسحاب قوات التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، باعتبار أن التهديد الذي يمثله التنظيم ما زال فعالًا حتى إن كان محدودًا.
ومن الجدير بالملاحظة أن هذه العملية لم يتم الإعلان عنها إلا بعد مرور يومين من تنفيذها، ما يلقي بظلال من الشك حول الأسباب التي أدت إلى تأجيل الإعلان، والتي ربما يكون منها التأكد من هوية وأهمية عناصر التنظيم القتلى. يُذكر أنه في بداية آب/ أغسطس الماضي أُعلن عن وصول قوة أمريكية خاصة تعدادها 60 عنصرًا إلى "قاعدة K1" في كركوك، ستشارك القوات العراقية لمكافحة الإرهاب وقوات مكافحة الإرهاب بإقليم كردستان في تنفيذ عمليات عسكرية ضد "داعش"، ويبدو أن مثل هذه القوات الخاصة لم تكتف بالعمل في قاطع كركوك فقط، بل وسعت عملها إلى مناطق الأنبار وباديتها.