دخول مدينة الخليل على خط المواجهة سيعمّق أزمة الاحتلال في الضفة الغربية

الساعة : 16:00
2 سبتمبر 2024
دخول مدينة الخليل على خط المواجهة سيعمّق أزمة الاحتلال في الضفة الغربية

الحدث:

قُتل ثلاثة من عناصر الشرطة "الإسرائيلية" في هجوم مسلح عند حاجز ترقوميا غرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، فيما قال جيش الاحتلال إنه دفع بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة وقام بمحاصرة بلدة إذنا (شمال غرب الخليل)، لملاحقة المنفذين الذين تمكنوا من الانسحاب مع منطقة العملية. وأعلن الجيش أنه تمكن من اغتيال منفذ العميلة عند الحاجز، وهو الشهيد مهند العسود، وذلك بعد حصار منزل كان قد تحصن بداخله وسط اشتباك مسلح. ويأتي هجوم ترقوميا بعد يومين من العملية المزدوجة التي وقعت في محيط مستوطنتين شمال الخليل، وأسفرت عن إصابة ثلاثة "إسرائيليين" بينهم قائد لواء عتصيون.

الرأي:

بينما كانت الأنظار تتجه إلى مدن شمال الضفة الغربية، جنين وطولكرم وطوباس والمخيمات المحيطة بها، بعد بدء الاحتلال عملية "مخيمات الصيف"، التي تعتبر أكبر هجوم واجتياح بري في الضفة منذ عملية "السور الواقي" عام 2002، جاءت عمليات الخليل بشكل متتابع وسط استنفار أمني وعسكري "إسرائيلي" كبير في مختلف مناطق الضفة المحتلة، لتؤكد على إجهاض المقاومة مساعي الاحتلال لتحييد وسط وجنوب الضفة والتفرغ لشمالها.

وهكذا أدخلت المقاومة مدينة الخليل (جنوب الضفة) بشكل واسع على خط المواجهة؛ حيث استهدفت العملية المزدوجة مستوطنتي "غوش عتصيون" و"كرمي تسور" التي أصيب فيمها قائد لواء "غوش عتصيون"، ثم جاءت عملية حاجز ترقوميا بعد أقل من يومين. ورغم الاستنفار الأمني، فقد نجح المنفذون في اختراق كافة الإجراءات الأمنية المتخذة من قبل الاحتلال، ما يمثل ضربة نوعية للإجراءات "الإسرائيلية".

في السياق ذاته، وبالنظر إلى هوية منفذي العملية المزدوجة، وهما الشهيدين: محمد مرقة وزهدي أبو عفيفة، والتي تبنتها "كتائب القسام" وهوية منذ عملية حاجز ترقوميا "العسود"، الذي عمل لمدة عام في جهاز حرس الرئيس التابع للسلطة الفلسطينية قبل استقالته عام 2015، فإن ذلك يشير إلى تنوع الجهات التي تقف خلف هذه العمليات؛ بين جهات تابعة لفصائل المقاومة وبين عمليات فردية، الأمر الذي يصعب من مهمة اكتشاف هذه العمليات والفشل في التنبؤ بوقوعها، ما يجعلها تحديًا حقيقيًا للأجهزة الاستخباراتية "الإسرائيلية".

والخلاصة أن دخول الخليل على خط المواجهة بمساحتها الواسعة والاحتكاك الدائم فيها بالاحتلال ومستوطنيه، سيعطي زخمًا جديدًا لمثل هذه العمليات، وسيفشل سياسة الاحتلال في تحييد جنوب الضفة عن التفاعل مع باقي المناطق، كما إنه سيثقل كاهل جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية، لا سيما في ظل ما يعانيه من مشاكل وخسائر بشرية في الجبهة الجنوبية والشمالية. وفي ظل استمرت حرب الإبادة ضد قطاع غزة وعدم التوصل لصفقة تنهي الحرب، فإن احتمال وقوع مثل هذه العمليات سيستمر ويزداد.