ضربة تركية جديدة لجهاز "الموساد" تظهر استمرار وتصاعد المواجهة الاستخبارية بين الجانبين

الساعة : 15:00
3 سبتمبر 2024
ضربة تركية جديدة لجهاز

الحدث:

في عملية مشتركة بين جهاز الاستخبارات التركية ومديرية أمن إسطنبول، أوقفت السلطات التركية المواطن الكوسوفي، ليريدون ركسهيبي، بتهمة تحويل أموال إلى عملاء لجهاز "الموساد" في تركيا مكلفين بتصوير أماكن محددة بطائرات درون، وشن عمليات نفسية ضد سياسيين فلسطينيين، إضافةً إلى إشرافه على تحويل أموال إلى عملاء تابعين لـ"الموساد" داخل سوريا يتولون جمع معلومات استخباراتية عن الميدان السوري.

الرأي:

بدأ خيط الوصول إلى "ركسهيبي" إثر رصد جهاز الاستخبارات الوطنية إيداعه مبالغ كبيرة في حسابه البنكي، ثم تحويل مبالغ مالية إلى أشخاص مشتبه في عمالتهم لجهاز "الموساد" عبر شركة "ويسترن يونيون"، إلى أن أُلقي القبض عليه في الـ30 من آب/ أغسطس الماضي بعد دخوله تركيا بخمسة أيام. وتشير الفجوة الزمنية المحدودة بين دخوله تركيا وإلقاء القبض عليه إلى متابعة أنشطته بشكل لصيق، وذلك في ظل إدراج أجهزة الأمن التركية لأنشطة "الموساد" على أراضيها ضمن أولويات عملها، خصوصًا بعد التهديدات "الإسرائيلية" باغتيال قيادات "حماس" في تركيا، وهو التهديد الذي برزت جديته بعد اغتيال كل من "إسماعيل هنية" في طهران و"صالح العاروري" في بيروت.

إن تجنيد مواطن من كوسوفو وتكليفه بإدارة شبكة مالية لـ"الموساد" داخل تركيا يوضح حجم التحدي الذي تواجهه أجهزة الأمن التركية؛ حيث تنوعت شبكات "الموساد" التي جرى تفكيكها خلال آخر سنتين بين مواطنين أتراك وفلسطينيين وسوريين. ثم برز توظيف مواطنين أوروبيين بهدف تشتيت تركيز أجهزة مكافحة التجسس وتوفير أغطية متنوعة لعملاء "الموساد"، وإنهاك القيادات الفلسطينية عبر إثارة شكوكهم في كل من يحيط بهم دون الاقتصار على جنسية بعينها.

من جهة أخرى، فإن امتداد نشاط الشبكة التي أدارها "ركسهيبي" ماليًا إلى الداخل السوري يوضح الاهتمام "الإسرائيلي" باستثمار تركيا، كقاعدة انطلاق للعمل في العمق السوري خصوصًا في ظل وجود جالية سورية كبيرة داخل تركيا، وكثرة التحويلات المالية بين أفرادها وأقاربهم داخل سوريا، ما يتيح التحويلات المالية بشكل اعتيادي لا يثير شبهات كثيرة.

ومن المتوقع أن تتوالى ضربات الاستخبارات التركية ضد خلايا "الموساد"، في ظل مع توتر العلاقات بين البلدين على خلفية الحرب في غزة، ورغبة السلطات التركية في تحجيم وتفكيك النشاط الاستخباري "الإسرائيلي" على أراضيها. رغم ذلك، فإن الحالة المتأزمة للاقتصاد التركي ووجود عدد كبير من الأجانب وكثرة تردد السائحين على تركيا، ستظل عوامل تتيح تجنيد وتشكيل خلايا استخبارية جديدة لأداء المهام المطلوبة.