الحدث:
قالت الشرطة "الإسرائيلية" إن ثلاثة "إسرائيليين" قُتلوا في هجوم بالرصاص على معبر اللنبي، (جسر الملك حسين كما يسمى في الأردن ومعبر الكرامة كما يسمى في الجانب الفلسطيني) بين الأردن والضفة الغربية، بينما قال رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو إن هذا يوم صعب على "إسرائيل". من جهته، أكد جيش الاحتلال أنه قتل منفذ العملية وقال إنه جاء من الأردن على متن شاحنة، حيث وصل من الجانب الأردني باتجاه منطقة التفريغ المشتركة، وعندما وصل أمام ضباط التفتيش "الإسرائيليين" أخرج السلاح وبدأ بإطلاق النار".
الرأي:
تمثل هذه العملية نقطة تحول بارزة في شكل تعبير الأردنيين عن غضبتهم وتفاعلهم مع تتالي الأحداث في غزة والضفة المحتلة؛ حيث جاءت العملية بعد نحو 12 شهرًا من تفاعل الشارع الأردني "السلمي" عبر الاحتجاجات والتظاهرات في مختلف مدن المملكة، ووسط حالة تعبئة أمنية وعسكرية بارزة على طول الحدود.
كما تشكل العملية في شكلها وتفاصيل تنفيذها اختراقًا لكل جهود التنسيق الأمني بين جهازي الأمن الأردني و"الإسرائيلي"، وتعتبر رسالة واضحة على صعوبة التأمين الأمني المحكم على طول الحدود البالغة 360كلم. وتفتح جوانب نجاح العملية باب المخاوف الأردنية "الإسرائيلية" من اعتماد المنافذ الحدودية بين الطرفين، كنقطة استهداف سهلة للجنود "الإسرائيليين"، سواء من جهات داخل المملكة أو خارجية، بحكم القدرة على الاقتراب منهم من المسافة صفر.
وفي سياق التداعيات، من المتوقع أن تعيد المنظومة الأمنية الأردنية حساباتها بكل ما يرتبط بحركة التنقل والشحن والسفر عبر الحدود، وستدفع العملية السلطات الأردنية إلى تكثيف التنسيق الأمني مع الجانب "الإسرائيلي". ورغم حالة الإحراج التي تسببت بها العملية لصانع القرار الأردني، لكن لا يُتوقع أن تؤثر على واقع ومستقبل العلاقة الوثيقة بين عمّان وتل أبيب.