الحدث:
نفذ جيش الاحتلال، فجر الإثنين الماضي، عملية إنزال جوي لجنوده خلال عدوان واسع على مدينة مصياف بريف حماة الجنوبي الغربي وسط سوريا، ما أسفر عن مقتل 18 شخصًا وإصابة 37 آخرين بجروح، بحسب وزارة الصحة التابعة للنظام السوري. وقالت مصادر تحدثت إلى "تلفزيون سوريا" المعارض إن "إسرائيل" تمكنت من أسر إيرانيين اثنين خلال العملية، فيما نقلت مصادر ميدانية مشاركة أن نحو خمس مروحيات حلقت على علوّ منخفض خلال العملية، وكانت إحداها تحمل في مقدمتها "بروجكتر" بإضاءة عالية جدًا شوهد بوضوح في الأجواء من قبل الأهالي. كما شارك عدد من الطائرات المسيّرة التي تمكنت الدفاعات الجوية التابعة للقوات السورية من إسقاط إحداها في منطقة بانياس الساحلية، إضافةً لمشاركة الطائرات الحربية.
الرأي:
جاء في تفاصيل الحدث التي نقلتها مصادر إعلامية "إسرائيلية" أن القوات "الإسرائيلية" الخاصة نفذت عملية الإنزال الجوي، وصادرت بعض الملفات والوثائق من مبنى تابع للحرس الثوري الإيراني، ودمرت مبنى البحوث العلمية التابع للجيش السوري، الذي يتم فيه تطوير الصناعات العسكرية-التكنولوجية بمساعدة إيرانية. ويعزز ذلك الرواية الإعلامية التي تناقلتها وسائل الإعلام السورية بوجود عملية إنزال جوي، في حين تبقى قضية وجود مختطفين إيرانيين غامضة بسبب تكتم جميع الأطراف.
وتعد هذه العملية من أقوى وأخطر العميات التي قامت بها "إسرائيل" في سوريا منذ بدء الحرب على غزة؛ حيث تعتبر عملية مركبة ودقيقة للغاية، فقد استهدفت بشكل أساسي موقعًا مخصصًا لتصنيع وتطوير الصواريخ الدقيقة متوسطة المدى، أنشأه ويشرف عليه "الحرس الثوري الإيراني". وتأتي هذه الضربة في إطار الضربات "الإسرائيلية" للمصالح الإيرانية في سوريا، التي تهدف إلى منع المزيد من التمركز الإيراني في سوريا والحد من تطوير الصواريخ والمسيّرات.
ميدانيًا، تشكل هذه العملية نقلة جديدة في العمليات والضربات التي توجهها "إسرائيل" لإيران وقواعدها في المنطقة؛ حيث لم يخطط الاحتلال لقصف المنشأة أو تصفية الخبراء الإيرانيين، لكنه سعى للحصول على معلومات وأسر عناصر من الحرس الثوري. ولعل تأخر رد إيران على الضربة التي تلقتها باستهداف "هنية" على أراضيها، والرد المحدود من قبل "حزب الله" على "شكر"، سيشجعان قادة الاحتلال على القيام بعمليات أكثر جرأة في الفترة القادمة. ومع هذا، فإن العملية تظل "سرية"، ما يضعها خارج إطار التصعيد الذي يتطلب ردًا إيرانيًا مباشرًا؛ أي إنها رغم أهميتها لا تعتبر تصعيدًا مقارنة بقصف القنصلية الإيرانية أو استهداف الأراضي الإيرانية.