مناورات إيران البحرية محاولة لتعزيز ردع غير مرجح في مواجهة التهديدات "الإسرائيلية" المتزايدة

الساعة : 14:25
27 سبتمبر 2024
مناورات إيران البحرية محاولة لتعزيز ردع غير مرجح في مواجهة التهديدات

الحدث:

أجرى الجيش الإيراني والحرس الثوري استعراضًا عسكريًا ضخمًا في العاصمة طهران، بمناسبة أسبوع الدفاع المقدس الذي يستمر من 21 حتى 28 أيلول/ سبتمبر الجاري للاحتفال بذكرى الحرب الإيرانية العراقية "1980-1988". وتضمن الاستعراض الكشف عن أسلحة جديدة من أبرزها الطائرة المسيرة "شاهد بي-136"، وصاروخ "جهاد" الباليستي البالغ مداه 1000كلم، فضلًا عن أسلحة نوعية سبق الكشف عنها مثل صاروخ "فتاح" الفرط صوتي وصاروخ "خيبر شيكن" الباليستي، كما نُظمت مناورات بحرية مشتركة في مياه الخليج بمشاركة 548 قطعة بحرية.

الرأي:

يعكس استعراض إيران لمنظومات أسلحة متنوعة صاروخية وبرية ودفاع جوي وطائرات مسيرة وأنظمة رادارات وقطع بحرية متنوعة، محاولة من طهران لإبراز قدراتها العسكرية بهدف تعزيز الردع في مواجهة التهديدات "الإسرائيلية" المتزايدة، على خلفية استمرار الحرب في غزة والتصعيد الواسع في لبنان المتواكب مع إرسال تعزيزات عسكرية أمريكية للمنطقة، في مقدمتها مجموعة حاملة الطائرات "ترومان".

وتلوّح المناورات البحرية في مياه الخليج بقدرة إيران على عرقلة حركة الملاحة في مضيق هرمز والتأثير على حركة نقل النفط والغاز، ما يؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي. كما يُسهم الاستعراض العسكري لأسلحة متطورة في تعزيز الحالة المعنوية الداخلية في مواجهة الضربات المتعددة التي تلقتها إيران، من قبيل استهداف قادة الحرس الثوري في سوريا، واغتيال زعيم حركة "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران.

عمليًا، لا يُتوقع أن يحقق الاستعراض العسكري والمناورات البحرية هدف الردع؛ حيث تملك "إسرائيل" أسلحة أكثر تطورًا وتحظى بدعم أمريكي سياسي وعسكري واستخباري، وتعمل على قضم الجماعات الحليفة لإيران الواحدة تلو الأخرى، بهدف تفكيك حلقة النار المحيطة بكيان الاحتلال من عدة جبهات، دون أن تتمكن طهران من التدخل بشكل فاعل لكبح جماح العدوان "الإسرائيلي" أو إحداث تغيير في معادلة الصراع.

من جهة أخرى، فإن تزامن المناورات والاستعراض العسكري مع تصريح الرئيس الإيراني "بزشكيان" باستعداد بلاده لوضع أسلحتها جانبًا، حال فعلت "إسرائيل" ذلك، يشير إلى أن رغبته في تهدئة الأجواء وتجنب الانخراط في حرب شاملة لا تعكس توجهًا محل إجماع داخل المؤسسات الإيرانية؛ حيث جاءت التصريحات بصيغة تعكس ضعفًا في الموقف الإيراني، ما دفع وزير الخارجية "عراقجي" لنفي صحتها في محاولة للملمة تداعياتها السلبية.