الحدث:
شن طيران الاحتلال "الإسرائيلي" غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع حيوية في مدينة الحديدة غرب اليمن؛ حيث أعلنت مصادر عسكرية "إسرائيلية" أن الهجمات الجوية استهدفت محطة كهرباء وميناء يستخدم لاستيراد النفط، بواسطة عشرات الطائرات الحربية والاستخباراتية "الإسرائيلية"، بما في ذلك طائرات للتزود بالوقود في الجو. وتأتي هذه الضربات ردًا على الهجمات الصاروخية التي نفذها الحوثيون مؤخرًا ضد أهداف "إسرائيلية" في البحر الأحمر وداخل "إسرائيل"، بما فيها صواريخ فرط صوتية أُطلقت نحو "تل أبيب". وأكدت الجماعة أن القصف "الإسرائيلي" أسفر عن مقتل خمسة مدنيين وإصابة 57 آخرين بجروح متفاوتة، مشيرةً إلى أن الهجوم لن يثنيها عن مواصلة عمليات الإسناد لفلسطين ولبنان.
الرأي:
رغم أن "إسرائيل" نجحت في تنفيذ ضربات قوية على منشآت حيوية في الحديدة، لكن هذه العمليات قد لا تكون كافية لردع الحوثيين الذين أظهروا تحديًا لافتًا رغم الضغوط الأمريكية و"الإسرائيلية". لذلك، قد تلجأ "إسرائيل" لاحقًا لعمليات أكثر دقة تستهدف قيادة الحوثيين الأعلى أو بنيتهم التحتية العسكرية الأهم.
وتأتي الغارات "الإسرائيلية" على مدينة الحديدة في سياق تصعيد متسارع يشهده الإقليم، لا سيما بعد اغتيال أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، وتزايد الهجمات الحوثية على العمق "الإسرائيلي". ويعزز هذا التطور من واقع أن الحرب أصبحت متعددة الجبهات، مع تنامي الدور اليمني كلاعب أساسي في المعادلة. كما تظهر الضربات الجوية على الحديدة أن "إسرائيل" تتجه لتوسيع دائرة الصراع، واستهداف كل القوى المنضوية تحت محور المقاومة.
من جهة أخرى، يرسخ الهجوم على الحديدة حقيقة أن "إسرائيل" تشعر بالتهديد المتزايد من قبل الحوثيين، الذين أصبحوا قادرين على توجيه ضربات مباشرة إلى أهداف استراتيجية، وهو أمر غير مسبوق خاصة عقب استخدام الحوثيين للصواريخ الفرط صوتية، والتي فشلت الدفاعات "الإسرائيلية" في اعتراضها بشكل كامل، الأمر الذي يُظهر تحولًا في قواعد الاشتباك؛ حيث باتت الجماعة جزءًا من تحالف إقليمي يمتلك قدرات عسكرية متقدمة.