الضربة الإيرانية لـ"إسرائيل" تعيد التوازن لقوة الردع مؤقتًا مع زيادة احتمال توسع الحرب

الساعة : 15:52
2 أكتوبر 2024
الضربة الإيرانية لـ

الحدث:

شن الحرس الثوري الإيراني هجومًا مباغتًا وواسعًا بعشرات الصواريخ على "إسرائيل"، وذلك ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران نهاية تموز/ يوليو الماضي والأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، والقائد بالحرس الثوري، عباس نيلفروشان، في الـ27 من أيلول/ سبتمبر الماضي في بيروت، وفق بيان للحرس الثوري. وأوضح الحرس الثوري أن العملية سميت "الوعد الصادق 2"، محذرًا من أن أي رد عسكري "إسرائيلي" سيقابَل بهجمات ورد أقوى وأكثر تدميرًا. بالمقابل، أعلن الجيش "الإسرائيلي" أن إيران أطلقت 180 صاروخًا نحو "إسرائيل"، وأنه نجح في التصدي لبعضها وأفاد بأن صفارات الإنذار دوت في جميع أنحاء "إسرائيل"، بينما قال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إن طهران ارتكبت خطأً كبيرًا وستدفع ثمنه.

الرأي:

رغم المحاولات "الإسرائيلية" للتقليل من حجم الضربة، لكنها أحدثت صدمة للجمهور "الإسرائيلي" والقيادات السياسية بما في ذلك قادة المعارضة؛ حيث فشلت أنظمة الدفاع الجوي "الإسرائيلية" وكذلك الأردنية والأمريكية المنتشرة في المنطقة في التصدي لأغلب الصواريخ. كما أظهرت الفيديوهات التي تخطت الرقابة العسكرية المشددة إلى إصابة الأهداف بدقة، حتى لو كانت بقوة تدميرية مازالت محدودة، وهي رسالة إيرانية واضحة بأنها قادرة على الإيذاء وإن كانت تترك مجالًا لاحتواء الحرب الإقليمية.

وتظهر الضربة بهذا المعنى جدية القيادة الإيرانية في محاولة استعادة الردع ولو بشكل نسبي، مع استعدادها للتعامل مع كل السيناريوهات التالية للضربة، وهو ما أكده الحرس الثوري بأنه سيرد على أي هجوم "إسرائيلي" بشكل أكبر وأكثر تدميرًا، في ظل تهديدات "إسرائيلية" باستهداف المنشأت النووية والنفطية الإيرانية، لكن توازن الردع هذا يظل مؤقتًا في انتظار الرد "الإسرائيلي" المحتمل والذي لوح "نتنياهو" بأنه لن يكون كسابقه.

كما تشكل هذه العملية ضغطًا على "نتنياهو" وحلفائه بعد حالة النشوة عقب الإنجازات التي حققها مؤخرًا على جبهة لبنان، لذلك فمن المرجح أن ترد "إسرائيل" على هذه الضربة، نظرًا لصعوبة ابتلاعها. ورغم محاولة إيران والإدارة الأمريكية تجنب الحرب الإقليمية، فإن الفعل ورد الفعل بين "إسرائيل" وإيران سيقود لتوسيع الحرب وربما تحولها لمواجهة إقليمية، في ظل دعم أمريكي وغربي غير مسبوق لـ"إسرائيل"، وسيبقى هذا الاحتمال قائمًا طالما وسعت "إسرائيل" بدعم أمريكي من حربها على لبنان وغزة.

في السياق أيضًا، من الواضح أن اغتيال "نصر الله"، رفقة "نيلفروشان"، شكل نقطة تحول في المواجهة الإيرانية "الإسرائيلية"، إضافةً إلى أن اغتيال "هنية" في قلب طهران وضع القيادة الإيرانية في موقف محرج للغاية، وجعلها كمن يتلقى الضربات بشكل متتالٍ دون أي رد فعل، ما زاد من السخط الشعبي داخل وخارج إيران على القيادة في ظل تلقي إيران وحلفائها لضربات نوعية في فترة قياسية جدًا.

كما يأتي الهجوم الإيراني في اليوم الرابع من الحداد الذي أعلنه المرشد الإيراني، علي خامنئى، على اغتيال "نصر الله"، وتزامنًا مع بدء جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عملية اجتياح بري جنوب لبنان ومواصلة تصعيد الحرب على تلك الجبهة. وخلافًا لعملية "الوعد الصادق 1" التي شنتها إيران في نيسان/ أبريل الماضي ردًا على استهداف قنصليتها في العاصمة السورية كأول مرة في تاريخها في مهاجمة "إسرائيل"، جاءت عملية "الوعد الصادق 2" أكثر جدية مع تركيزها على الأهداف العسكرية كالقواعد والمطارات ومقرات "الموساد".