نشر المدرعات في مستوطنات الضفة الغربية يشير لتغير في سياسة الاحتلال لحماية المستوطنات

الساعة : 14:27
11 أكتوبر 2024
نشر المدرعات في مستوطنات الضفة الغربية يشير لتغير في  سياسة الاحتلال لحماية المستوطنات

الحدث:

كشفت قناة "كان" العبرية أن جيش الاحتلال بدأ نشر مدرعات قرب المستوطنات والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية وغور الأردن، فيما أفادت هيئة البث "الإسرائيلية" بأن هذه هي المرة الأولى التي ينشر فيها الجيش مدرعات بالضفة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000.  كما كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن المدرعات ستنشر في المستوطنات وبعض المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال في الضفة، مضيفةً أنه لا توجد تنبيهات محددة حول سبب تحديد مكان وضع ناقلات الجنود المدرعة، وأن كل قائد فرقة إقليمية يقوم بوضع المدرعات وفقًا للاعتبارات التشغيلية.

الرأي:

يعكس قرار نشر المدرعات في المستوطنات في الضفة خشية حقيقية لدى الاحتلال من هجمات تحاكي عملية "طوفان الأقصى"، التي استهدفت مستوطنات غلاف قطاع غزة بشكل أساسي والقواعد العسكرية التابعة للجيش المحاذية للقطاع. كما تتزايد خشية "الإسرائيليين" من أن تلجأ مجموعات المقاومة لتنفيذ عمليات تسلل إلى هذه المستوطنات والبؤر الاستيطانية، لذلك فإنها تحاول العمل على تعزيز عناصر الدفاع في تلك المستوطنات والمواقع.

وفي ظل حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة وتصاعد الحرب على الجبهة الشمالية مع "حزب الله"، كانت الضفة حاضرة دائمًا في العقلية الأمنية والعسكرية "الإسرائيلية"؛ حيث أصدرت العديد من أجهزة الأمن والاستخبارات العسكرية لجيش الاحتلال تحذيرات كثيرة للمستوى السياسي بأن هناك خشية حقيقية من تفجر الأوضاع في الضفة. ويأتي هذا الإجراء استجابة لجملة مخاوف تنتاب حكومة الاحتلال في كيفية العمل على تحصين وحماية المستوطنات، وهو ما يشير إلى تغيير في الاستراتيجية العسكرية في حماية المستوطنات من منطلق ما يطلق عليه أن "المستوطنة حصن". كما يشير ذلك إلى نجاح الضغوط التي مارسها رؤساء مجالس المستوطنات في الضفة على قيادة الجيش، لإدخال معدات عسكرية ثقيلة لتعزيز الأمن والحماية للمستوطنات.

ويبدو كذلك أن جيش الاحتلال يستعد لمرحلة لجديدة من تصعيد المواجهة في الضفة، لا سيما بعد تصنيفها كـ"ساحة قتال"، مع الأخذ في الاعتبار تطوير مجموعات المقاومة لأساليبها القتالية بما في ذلك إدخال العبوات الناسفة ذات الفعالية العالية. إلى جانب ذلك، يسعى الاحتلال لإعطاء المستوطنين نوعًا من الطمأنينة بوجود جاهزية عالية للتعامل مع أي حدث أو طارئ، في ظل انشغاله بتوسع الحرب والقتال في جميع الجبهات شمالًا وجنوبًا، إضافةً لتخطيطه لتنفيذ هجمات ضد إيران وحلفائها بعد هجومها الصاروخي قبل أسبوع، وفقًا لما تعهدت به قيادة هيئة الأركان والقيادات السياسية.

أخيرًا، من الواضح أن هناك تغييرات من قبل المؤسسة الأمنية والعسكرية فيما يتعلق بسياسة حماية المستوطنات، والعمل على إيجاد خلايا من الجنود والأسلحة بها على مدار الساعة، وزيادة عمليات تسليح المستوطنين التي يقودها وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير.