الحدث:
ظهر قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، إسماعيل قاآني، في مطار طهران صباح اليوم 15 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، في مراسم استقبال جثمان قائد فيلق القدس بلبنان، عباس نيلفروشان، الذي قُتل برفقة أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله.
الرأي:
يدحض ظهور "قاآني" صحة التقارير التي أوردتها صحيفة "نيويورك تايمز" عن مقتله إثر الغارة "الإسرائيلية"، التي استهدفت رئيس المجلس التنفيذي بـ"حزب الله"، هاشم صفي الدين، في الضاحية الجنوبية ببيروت. كما يشكك ذلك في صحة التقرير الذي أورده موقع "ميدل إيست آي" عن وضعه قيد الإقامة الجبرية للتحقيق معه، بخصوص الاختراقات التي أدت لمقتل عدد من قادة الحزب في لبنان، و"إسماعيل هنية" داخل مقر للحرس الثوري في طهران.
ومن خلال استقراء الأحداث التي وقعت خلال الفترة الماضية، فإنه يُرجح أن يكون "قآاني" قد خضع للاستجواب ضمن تحقيقات موسعة مع قادة وأعضاء الأجهزة الأمنية والعسكرية المختصة بالتعامل مع ملفات لبنان وفلسطين، بهدف تحديد الاختراقات التي أدت لضربات "إسرائيلية" متتالية طالت "إسماعيل هنية" و"حسن نصر الله" و"هاشم صفي الدين" و"فؤاد شكر" وآخرين، وتحديد إذا كانت الاختراقات من داخل إيران أم ضمن دوائر الحلفاء، ومعرفة أبعادها.
بالمقابل، يطمئن ظهور "قاآني" حلفاء طهران بالمنطقة؛ لأن اختفاءه لبضعة أسابيع وانقطاع التواصل معه وغيابه عن حضور فعاليات عامة كان يحضرها عادة، مثل تكريم مرشد الثورة لقائد القوة الجوفضائية بالحرس الثوري، أمير حاجي زاده، وصلاة الجمعة التي أمّها المرشد "خامنئي" للمرة الأولى منذ عام 2019، أثار لغطًا حول مصيره ومخاوف من علاقته بالاختراقات، ما يعني انكشاف الجماعات التي تتعامل معه. ورغم ذلك فإن ظهوره بعد غياب لا يعني عدم حدوث تحقيقات احترازية معه أو مع الدائرة المحيطة به؛ إذ تركز طهران على تحديد الاختراقات الأمنية لعلاجها.
من جهة أخرى، يشير التجاهل الإيراني الرسمي للتقارير السابقة حول "قاآني" إلى تعمد طهران ترك حالة الغموض حول مصيره لأسباب أمنية أو سياسية، خاصةً وأن مستوى الاختراقات الذي سبق اختفاءه يتطلب مراجعة كاملة في مجمل الإجراءات الأمنية الخاصة بالقادة الأمنيين الإيرانيين، خصوصًا قادة فيلق القدس والحرس الثوري، بما في ذلك مراجعة دوائر المقربين منهم والمتعاملين معهم.