الحدث
أقدم جيش الاحتلال على نشر ناقلات جنود مدرعة، في مناطق بغور الأردن، في خطوة غير مسبوقة، منذ عام 2000. وجاءت التحركات بعد زيارة سابقة لرئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلى منطقة الأغوار التي تتبع الضفة الغربية على حدود الأردن، والعمليات التي نُفذت مؤخراً وأدت لقتل وجرح "إسرائيليين". وكانت صحيفة "معاريف" العبرية، قالت إن مستوطني منطقة وادي عربة، جنوب فلسطين المحتلة، على الحدود مع الأردن، باتوا يشعرون بقلق واسع، في الآونة الأخيرة، بسبب ما وصفوه بمحاولات اختراق متصاعدة للمنطقة.
الرأي
يأتي نشر الاحتلال لمدرعات عسكرية وناقلات جند، في خطوة غير مسبوقة منذ نحو ربع قرن، كرسالة واضحة للأردن، أن تكرار عمليات التسلل لمسلحين بقصد تنفيذ عمليات ضد الجنود "الإسرائيليين"، باتت تستلزم تدخلاً عسكرياً ثقيلاً، فضلاً عن كونها رسالة أيضا لسكان المستوطنات الحدودية وحرس الحدود أن الدولة جادة في إعادة ضبط الحالة الأمنية على الحدود. ومع هذا، لا يُتوقع لهذه الخطوة أن تحد تماماً من تواصل عمليات التسلل بقصد تنفيذ عمليات أو تهريب أسلحة نظراً لطول الحدود مع فلسطين المحتلة والتي تبلغ حوالي 365 كلم.
من جهة أخرى، تأتي الخطوة داعمة لسياق السياسات "الإسرائيلية" الساعية للسيطرة العسكرية والاستيطانية المطلقة على الضفة الغربية والتي تشكل منطقة الأغوار ربع مساحتها الإجمالية. وستزيد هذه الخطوة من قلق الأردن إزاء الخطوة التالية ما بعد نشر المدرعات، واحتمالات وضع المملكة أمام الأمر الواقع لأية خطط توسعية دافعة لتهجير فلسطينيي الضفة.
