العمليات العسكرية لإيران وباكستان ضد جيش العدل البلوشي قد تؤدي لإضعافه لكن مرحلياً وبشكل مؤقت

الساعة : 13:53
12 نوفمبر 2024
العمليات العسكرية لإيران وباكستان ضد جيش العدل البلوشي قد تؤدي لإضعافه لكن مرحلياً وبشكل مؤقت

الحدث

أعلن مقر "القدس" التابع للقوات البرية بالحرس الثوري الإيراني مقتل خمسة من عناصر الباسيج ينتمون للعرقية البلوشية، إثر اشتباك في منطقة سيركان بمدينة سراوان بمحافظة سيستان بلوشستان. وتزامن الهجوم مع شن الجيشين الباكستاني والإيراني عملية عسكرية على جانبي الحدود عقب تنفيذ عناصر جيش العدل البلوشي لهجوم في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أسفر عن مقتل عشرة من عناصر الأمن الإيرانيين بمنطقة تفتان ببلوشستان.

الرأي

يمثل الهجوم بمنطقة سيركان رداً من جيش العدل على العمليات العسكرية الإيرانية الباكستانية التي تستهدفه، حيث أقر أنها كبدته خسائر كبيرة، أبرزها مقتل 12 من مقاتليه بينهم القياديَين حافظ حسن وأمير عمر بغارات جوية باكستانية إيرانية.

لقد أطلقت طهران عملية عسكرية في المناطق الحدودية ببلوشستان تحت اسم مناورات "شهداء الأمن" بمشاركة وحدات من قوات "صابرين" الخاصة والشرطة ووزارة الاستخبارات وقوات الباسيج، تخللها استخدام الطيران الحربي والمسير لمطاردة مقاتلي جيش العدل. كما سعت طهران للإطباق على جيش العدل من الجهة الأخرى من الحدود الباكستانية، فأوفدت وزير خارجيتها عباس عراقجي إلى إسلام أباد في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني لمناقشة أمن الحدود ومكافحة الإرهاب مع الجنرال عاصم منير قائد الجيش الباكستاني، ما دفع الأخير لتنفيذ عمليات تمشيط في الجانب الباكستاني من الحدود.

ويستهدف التنسيق بين الجانبين تلافي تبادل تكرار القصف الصاروخي والغارات بالطائرات المسيرة الذي حدث مطلع العام الجاري عقب قصف الحرس الثوري لقواعد تابعة لجيش العدل داخل باكستان، مما دفع الأخيرة للرد بقصف قواعد لمسلحين باكستانيين بلوش داخل إيران.

في المقابل، يحاول جيش العدل تنفيذ هجمات متتابعة لإثبات قدرته على امتصاص العمليات العسكرية الإيرانية، فنفذ الهجوم الذي قُتل فيه عناصر الباسيج الخمسة، كما هاجم قبل ذلك بأيام رتلاً مكوناً من عشرات السيارات العسكرية أثناء تحركه على الطريق من مدينة سرباز إلى راسك مما أدى إلى مقتل أحد أفراد الحرس الثوري وأربعة من المهاجمين بحسب بيان إيراني، فيما سقطت طائرة تابعة للحرس الثوري على متنها العميد حميد مازندراني قائد لواء "نينوى" بمحافظة جلستان رفقة الطيار، مما أدى إلى مقتلهما، وذلك خلال مشاركة الطائرة في عملية "شهداء الأمن".

ويرى مركز "صدارة"، أن العمليات العسكرية الإيرانية الباكستانية يمكن أن تضعف نشاط جيش العدل لفترة مؤقتة مع تعرض عناصره للقتل والإصابة والاعتقال، لكن توافر بيئة مجتمعية حاضنة بين البلوش، واتساع رقعة بلوشستان، وصعوبة السيطرة على الحدود الباكستانية الإيرانية، ستتيح له تعويض خسائره، ومواصلة أنشطته التي تمثل إزعاجاً واستنزافاً لقوات الأمن الإيرانية، دون أن تصل لمستوى التهديد بالسيطرة على بلوشستان.