الحدث
اجتمع جودت يلماز نائب الرئيس التركي مع عبد القادر محمد نور وزير الدفاع الصومالي في المجمع الرئاسي بأنقرة، حيث بحثا التعاون بين البلدين في المجال الدفاعي ومكافحة الإرهاب.
الرأي
تتكرر لقاءات المسؤولين الأتراك مع نظرائهم الصوماليين لمتابعة آخر التطورات في القرن الأفريقي، ويُرجح أن لقاء جودت يلماز نائب الرئيس التركي مع وزير الدفاع الصومالي، تضمن الاطلاع على مباحثات الرئيس الصومال حسن شيخ محمود مع وليم بيرنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، والذي زار مقديشيو في نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. ويشير لقاء يلماز مع نور إلى حضور البعد السياسي في اللقاء أكثر من تناول الجوانب الفنية العسكرية والأمنية، والتي يناقشها الجيش والاستخبارات التركيين مع نظرائهم الصوماليين.
وفي السياق، تحاول تركيا العمل على نزع فتيل التوتر بين الصومال وأثيوبيا على خلفية النزاع بينهما إثر عقد أديس أبابا لمذكرة تفاهم مع "أرض الصومال" في مطلع العام الجاري تحصل بموجبها أديس أبابا على حق بناء قاعدة بحرية عسكرية بامتداد 20 كيلومترا وحق استخدام ميناء بربرة، مقابل الاعتراف باستقلال كيان "أرض الصومال". وضمن هذا السياق، ترعى تركيا "عملية أنقرة" المعنية بإجراء مفاوضات غير مباشرة بين وزيري خارجية إثيوبيا والصومال للوصول لحل سلمي ومنع تفاقم الأزمة بين البلدين.
وعليه، تدرك تركيا أن تشكل كتل متصارعة في القرن الأفريقي، تضم الأولى منها الصومال ومصر وجيبوتي وأريتريا، في مواجهة كتلة أخرى تضم أثيوبيا وأرض الصومال، وهي كتلة مدعومة من الإمارات، سيؤدي إلى آثار جيوسياسية أوسع نطاقاً تؤثر على المصالح التركية، بما في ذلك أمن القوات التركية في الصومال، واحتمالات أن يؤدي تفاقم الصراع إلى تضرر علاقات تركيا الاقتصادية وحجم تجارتها مع دول المنطقة، حيث يبلغ إجمالي الاستثمارات التركية في إثيوبيا، على سبيل المثال، 3 مليارات دولار.
تجدر الإشارة إلى أن دولة الصومال تمثل أولوية لدى أنقرة من عدة جوانب، فهي بوابة للقرن الأفريقي، ونقطة ارتكاز للنشاط البحري في المحيط الهندي وبحر العرب، وتتيح فرصاً اقتصادية في ظل تنقيب السفن التركية عن النفط والغاز أمام السواحل الصومالية، فيما يلعب الجيش التركي دوراً في تأهيل القوات الحكومية الصومالية عبر أكاديمية "تركسوم" العسكرية التركية بالصومال.