الحدث:
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، مقتل موظف في سفارة إيران بدمشق يُدعى "داود بيطرف"، إثر إطلاق نار استهدف سيارته. وكان "بيطرف" أستاذًا في الحوزة العلمية بدمشق، وإمامًا سابقًا لمرقد "السيدة رقية"، فيما طالب "بقائي" الإدارة الجديدة لسوريا بالتحقيق في الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه.
الرأي:
يعدّ مقتل"بيطرف" الحادث الأول من نوعه ضد إيرانيين في سوريا منذ سقوط نظام "بشار الأسد"، بل الأول ضد شخصيات دبلوماسية بشكل عام، لكنه يثير التساؤل حول أسباب بقاء "بيطرف" في سوريا بعد إجلاء طهران كافة دبلوماسييها ومستشاريها العسكريين، والبالغ عددهم أربعة آلاف شخص بحسب المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، وما أكده الرئيس الروسي "بوتين" الذي أشار إلى أن روسيا ساعدت في إجلاء أربعة آلاف مقاتل إيراني من سوريا.
ويشير مقتل "بيطرف" إلى المخاطر التي يتعرض لها تواجد أشخاص إيرانيين في سوريا حاليًا، في ظل حالة الاحتقان الشعبي ضد طهران لدورها في دعم نظام "الأسد" طوال أكثر من عقد. كما يعزز الحادث مخاوف إيران تجاه إعادة افتتاح مقر بعثتها الدبلوماسية في دمشق في الأمد القريب؛ حيث سيتطلب ذلك، بجوار التفاهم مع الحكومة الجديدة، إجراءات حماية مشددة.
لكن مقتل "بيطرف" لا يعكس حالة من الفلتان الأمني؛ حيث وقع مقتله كحادث فردي ولم يتعرض المواطنون الشيعة لعمليات انتقام، وقد عاد أغلبهم إلى منازلهم، خصوصًا في قريتي "نبل" و"الزهراء" بريف حلب، والتي أخلوها خوفًا من حدوث عمليات تطهير طائفي بحقهم، كما لم تتعرض المراقد في حي "السيدة زينب" في العاصمة دمشق لأي اعتداءات.