مناورات واستعدادات إيرانية مكثفة تأكيدًا على جاهزية نظام الثورة للدفاع عن نفسه خارجيًا وداخليًا

الساعة : 15:27
14 يناير 2025
مناورات واستعدادات إيرانية مكثفة تأكيدًا على جاهزية نظام الثورة للدفاع عن نفسه خارجيًا وداخليًا

الحدث:

أعلن الجيش الإيراني في الـ13 من كانون الأول/ يناير الجاري تسلمه ألف طائرة مسيرة ذات قدرات استراتيجية، تزامنًا مع تنفيذ قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش مناورات "اقتدار الدفاع الجوي 2024-2025"، شملت تدريبات باستخدام أنظمة الدفاع الجوي لديها "15 خرداد" و"تلاش"، لصد هجمات ليلية لطيران معادٍ على موقعي "فردو" و"خنداب" النوويين، فضلًا عن حماية مركز "نطنز" النووي. من جانبه، كشف الحرس الثوري عن مدينة صاروخية جديدة تحت الأرض، تزامنًا مع تنفيذ القوات البرية بالحرس مناورات "الرسول الأعظم 19" غرب إيران قرب الحدود مع العراق، إضافةً لتمرين دُعي للمشاركة فيه 110 آلاف مقاتل من قوات "الباسيج" في طهران.

الرأي:

تهدف التدريبات الإيرانية المتعددة، مع اقتراب تسلم "ترامب" للسلطة في واشنطن، لإرسال رسائل بأن طهران مستعدة لمواجهة أي هجمات "إسرائيلية" على منشآتها النووية، وأن دفاعاتها الجوية محلية الصنع ما زالت تعمل، وبإمكانها تعويض الأضرار التي لحقت بأنظمة "إس 300" روسية الصنع التي استهدفتها طائرات الاحتلال في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. كما يهدف الإعلان عن مدينة صواريخ جديدة لتقويض السردية "الإسرائيلية" بتعطيل القدرات الإيرانية على صنع صواريخ جديدة طويلة المدى، إثر قصفها منشآت لصناعة الصواريخ داخل إيران العام الماضي.

أما مناورات "الباسيج" في طهران فتشير إلى الاستعداد لمواجهة الاحتجاجات الداخلية، التي يمكن أن تغذيها أطراف خارجية في ظل الغضب الناتج عن تردي الوضع الاقتصادي وكثرة انقطاعات الكهرباء، والشعور بتراجع النظام الإيراني عقب انهيار نظام "الأسد" في سوريا. كما تأتي التدريبات على الحدود مع العراق في ظل التخوف من انتقال تداعيات التغيير الذي حدث في سوريا إلى العراق ويهدد إيران من جبهتها الغربية، وهي رسالة واضحة بأن إيران على استعداد لتدخل مباشر في العراق إن تطلب الأمر.

من جهتها، راقبت "تل أبيب" عن كثب التدريبات لتقييم القدرات العسكرية الإيرانية ومدى فعاليتها، في ضوء الضربات المتبادلة بين إيران والاحتلال خلال العام الماضي، واستعدادًا لمرحلة جديدة في التعامل مع إيران في عهد "ترامب" الذي تعهد باتباع سياسة "الضغط القصوى" تجاه طهران. وقد يفتح هذا الباب أمام "إسرائيل" للدفع باتجاه سيناريو يعمل على إسقاط النظام الإيراني أو تدمير مقدراته النوعية على الأقل، ضمن الطموح باستهداف "رأس الأخطبوط" الذي طوق "إسرائيل" بحلقة نار خلخلت أمنها منذ "طوفان الأقصى" حتى اليوم، مع مراعاة أن الطائرات "الإسرائيلية" المتطورة أمريكية الصنع يمكنها تجاوز الدفاعات الجوية الإيرانية، واستهداف المواقع الإيرانية في حال وجود ضوء أخضر ودعم أمريكي.

بدورها، ستحرص طهران خلال الفترة القادمة على استعراض عضلاتها عبر الكشف عن إدخال أسلحة جديدة إلى الخدمة، وإجراء مناورات عسكرية ضخمة، للتشديد على أنها تملك قدرات عسكرية دفاعية وهجومية يمكنها إلحاق الضرر بخصومها، وأن شن هجمات ضدها سيفتح الباب لقتال عنيف بالمنطقة.