"نتنياهو" سيحاول استغلال حدث انفجار الحافلات لتصدير الاحتقان والأزمة الداخلية نحو الضفة والمخيمات فيها

الساعة : 17:37
21 فبراير 2025

الحدث:

أعلنت الشرطة "الإسرائيلية" وقوع انفجارات في ثلاث حافلات فارغة في "بات يام" قرب "تل أبيب"، وأن التحقيقات الأولية تشير لاستخدام عبوات ناسفة بدائية الصنع، لافتة إلى أن قوات الأمن وسّعت عمليات التمشيط في محطات الحافلات والقطارات القريبة تحسبًا لوجود عبوات إضافية. وادعت إذاعة جيش الاحتلال أنّ الشرطة عثرت على عبوات ناسفة لم تنفجر بمواقع أخرى في "بات يام"، كتب عليها عبارة: "الانتقام من مخيم طولكرم"، بينما نقل موقع "والاه" العبري عن مصدر أمني قوله إن "القنابل التي زرعت في منطقة تل أبيب كان مخططاً لها أن تنفجر غداً صباحاً". 

الرأي:

تأتي التفجيرات المتزامنة في الحافلات في وقت حساس للغاية؛ حيث تتصاعد حالة الاحتقان السياسي داخل "إسرائيل" بين حكومة "نتنياهو" من جهة وقادة الأجهزة الأمنية من جهة أخرى وتحديدًا قائد جهاز (الشاباك)، إثر إقصائهم من قيادة الفريق التفاوضي لإتمام المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. إضافة لذلك، فإن هناك خلافات داخل الائتلاف الحكومي، حيث أصبح مصير الحكومة مهدداً من قبل وزير المالية، سموتريتش، والذي يشترط على "نتنياهو" موافقته على المرحلة الثانية من الاتفاق.

وقراءة للتصريحات "الإسرائيلية"، فإنه إن صحت ادعاءات الاحتلال بأن العملية "فدائية" ومصدرها الضفة الغربية، فهذا مؤشر على فشل المنظومة الأمنية والاستخباراتية في التصدي لهذا النوع من العمليات، وذلك بالرغم من العملية العسكرية "الإسرائيلية" المتواصلة شمالي الضفة وتحديدًا ضد المخيمات في جنين وطولكرم وطوباس منذ أكثر من شهر. وبدا واضحًا أن "نتنياهو" ووزير دفاعه"يسرائيل كاتس" قد سارعا إلى توجيه تعليماتهم لجيش الاحتلال بتوسيع وتكثيف العمليات العسكرية ضد "البؤر الإرهابية" في الضفة، وهو ما يشير إلى حالة الهلع التي أعقبت الانفجارات ومحاولة كل طرف استغلالها لصالحه.

وبغض النظر عن الجهة الفاعلة، فإن "نتنياهو" سيحاول استغلالها لتصدير الاحتقان والأزمة الداخلية نحو الضفة والمخيمات، وكذلك قد تدفعه لإقالة رئيس جهاز "الشاباك" أو دفعه للاستقالة كما حدث مع رئيس الأركان المستقيل، هرتسي هاليفي، بعد ضغوط حلفاء "نتنياهو" عليه للإستقالة.

اقرأ المزيد