مسار حلّ حزب العمال الكردستاني مازال يسجل مؤشرًا إيجابيًا

الساعة : 11:37
10 يوليو 2025
مسار حلّ حزب العمال الكردستاني مازال يسجل مؤشرًا إيجابيًا

الحدث:

استقبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وفدًا من حزب "الديمقراطية والمساواة الشعبية" لمناقشة آخر تطورات المسار السياسي المتعلق بإعلان حزب "العمال الكردستاني" حل نفسه وتسليم سلاحه. وبالتوازي، أعلن حزب "العمال" في 8 يوليو/ تموز إلغاء مؤتمر صحفي كان مقررًا نهاية الأسبوع الجاري، مبررًا ذلك بعدم توافر الظروف الأمنية المناسبة، مؤكدًا في المقابل عزمه تنفيذ عملية "تسليم سلاح رمزية" في 11 يوليو الجاري، بعيدًا عن الإعلام.

الرأي:

يأتي لقاء الرئيس "أردوغان"مع وفد حزب "الديمقراطية والمساواة الشعبية" ضمن جهود تفعيل مسار السلام في الملف الكردي، بعد نزاع استمر نحو 45 عامًا، وتمتين الجبهة الداخلية، كما يرسل اللقاء رسالة إيجابية حول تقدم خطوات العملية، رغم التراجع عن المؤتمر الصحفي للحزب.

ويرجّح أن إعلان حزب "العمال الكردستاني" تجنُب الظهور الإعلامي أثناء عملية تسليم السلاح يهدف لتفادي صورة الهزيمة العلنية أو الاستسلام المباشر. فبث مشاهد تسليم السلاح عبر الإعلام التركي سيُوظف داخليًا كدليل انتصار مما يضعف ما تبقى من رمزية للحزب في نظر قواعده أو حلفائه، فضلًا عن الاحتفاظ بخط رجعة في حال تعثّر عملية السلام. بالإضافة إلى ذلك فتنفيذ خطوة تسليم السلاح بعيدًا عن الإعلام قد يكون محاولة لتجنُب تفجير الانقسامات أو التمرد داخل الحزب، إذ إن التصوير العلني قد يُستغل من طرف أجنحة رافضة لتفكيك الحزب لصنع أزمات داخلية ضد القيادة.

في المحصلة، فإن نجاح هذه المرحلة الانتقالية مرهون بمدى التزام الطرفين بإجراءات بناء الثقة، وبقاء موقف حزب العمال موحدًا، وقدرة أنقرة على ضبط التوازن بين المطالب الأمنية للدولة، والانفتاح السياسي على الأكراد دون دفع كلفة شعبية أو أمنية باهظة