الحدث
استكملت شركة بايكار التركية برنامج تدريب لضباط من القوات الجوية الملكية السعودية على تشغيل واستخدام المسيّرة الهجومية المتطورة "بيرقدار أقنجي". وشهد حفل ختام البرنامج حضور المدير العام لشركة بايكار خلوق بيرقدار، وقائد القوات الجوية التركية الفريق أول ضياء جمال قاضي أوغلو، إلى جانب قائد القوات الجوية السعودية الفريق الركن تركي بن بندر بن عبد العزيز آل سعود، ووكيل وزارة الدفاع للمشتريات والتسليح إبراهيم السويد. من جانبه، عبّر قائد القوات الجوية السعودية عن اعتزازه بهذا المنجز المشترك الذي يعكس عمق العلاقات بين البلدين، ويجسد حرص الجانبين على تطوير وتوطين الصناعات الدفاعية بما يخدم مصالحهما الاستراتيجية المشتركة.
الرأي
تمثل هذه الخطوة حلقة مهمة في مسار تطور الشراكة الدفاعية بين البلدين والتي ترتكز على إمداد السعودية بالمسيرات التركية، وذلك بعد أن وقع الجانبان في يوليو/تموز 2023 أكبر صفقة بيع مسيرات تركية، والتي تشمل أيضا خططاً لتوطين صناعة المسيرات التركية في المملكة. كما تسلط هذه الخطوة الضوء على تقدم الدور الأمني التركي في منطقة الخليج، خاصة عقب اتفاقية الدفاع المشترك بين السعودية وباكستان، والتي تعد بدورها حليفاً عسكرياً لتركيا.
ومع هذا، فإن السعودية بينما تواصل جهودها الأوسع لتنويع شراكاتها الدفاعية، فإن الشراكة مع الولايات المتحدة ستظل هي حجر الزاوية في عقيدة المملكة الأمنية، ومن المحتمل بصورة متزايدة أن توقع السعودية اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة على غرار الاتفاقية الأمريكية مع قطر مؤخرا. كما أن الرياض لديها خططا لشراء مسيرات أمريكية، حيث كشفت وكالة رويترز الشهر الماضي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم إجراء تعديل في معاهدة الحد من التسلح، تمهيداً لبيع أكثر من 100 طائرة مسيّرة من طراز MQ-9 إلى السعودية.
في المحصلة، يأتي الاهتمام السعودي بتطوير سلاح الطائرات المسيرة استجابة لطبيعة التهديدات الهجينة التي تهدد دول الخليج، خاصة في ظل تقييم نتائج حروب المنطقة طوال العامين الماضيين، فضلا عن حرب أوكرانيا، والدور البارز الذي لعبته المسيرات خاصة عند دمجها في هجمات مركبة أكثر تعقيداً