الحدث
عقد وزير الخارجية التركي "هاكان فيدان" لقاءً مع الأمين العام لحلف الناتو "مارك روته" على هامش اجتماع وزراء خارجية دول الحلف المنعقد في بروكسل، وآخر ثلاثياً مع نظيريه البلغاري جورج جورجييف، والرومانية أوانا توي، وكذلك مع أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني رستم عمروف، وذلك لمناقشة ملف أمن البحر الأسود.
الرأي
تعزز أنقرة تحرّكاتها بملف أمن البحر الأسود بعد تعرض السفينة "ميدفولغا-2" لهجوم بطائرة مسيّرة على بعد ثمانين ميلًا من السواحل التركية أثناء إبحارها من روسيا إلى جورجيا، وهو الهجوم الثالث خلال أيام بعد استهداف سفينتي "كايروس" و"فيرات" أثناء إبحارهما من مصر إلى روسيا. وقد وقعت الهجمات الثلاث بعد دعوة تركيا لإحياء مبادرة الحبوب في تزامن يوحي بأنه رد على المبادرة عبر استهداف سفن تجارية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لتركيا.
وتعكس اجتماعات فيدان تصاعدًا في مستوى القلق من تحوّل البحر الأسود إلى مسرح مفتوح لهجمات متبادلة ضد سفن مدنية ما قد يجرّ المنطقة إلى مسار جديد من عدم الاستقرار في حال لم يُعالج الوضع بصورة جماعية، ولذا عُقد اجتماع فيدان مع أمين عام الناتو، ومع وزيري خارجية بلغاريا ورومانيا اللتان تشكلان مع تركيا مجموعة عمل مشتركة لإزالة الألغام في البحر الأسود. وتمهد هذه الاجتماعات لنقل رسائل إلى روسيا وأوكرانيا تحثهما على تجنب هذا النمط من الأعمال العسكرية، وهو ما عبر عنه فيدان بوضوح قائلا "تركيا لن تسمح بتهديد أمن البحر الأسود من أي طرف".
جدير بالذكر أن البحر الأسود يمثل بالنسبة لتركيا أحد أهم محاور أمنها القومي، إذ يجمع بين كونه شريانًا حيويًا للتجارة والطاقة بين الدول المطلة عليه والبحر المتوسط عبر الموانئ ومسارات الحبوب والطاقة، وبين كونه خط الدفاع البحري الأول عن سواحلها الشمالية، كما يمثل ركيزة في توازن القوى. فضبط الأمن به يمنح تركيا قدرة على ضبط أي اقتراب عسكري بحري من حدودها، ويعزز إدارتها لمضيقي الدردنيل والبوسفور، ما يجعل أي خلل في استقرار البحر الأسود تهديدًا مباشرًا لمكانتها ودورها الإقليمي