كشفت تقارير استقصائية وأخبار ليبية محلية عن وجود حركة نقل جوي إلى خارج البلاد لقوات "فاغنر" الروسية في ليبيا، لكن المعلومات المتوفرة عبر الاستقصاء والتحليل لا تفيد حتى الآن بنقل مواطنين ليبيين، وإنما مقاتلين سوريين تابعين لمجموعة "فاغنر" متمركزين شرق ليبيا.
لكن رغم وجود عوامل مساعدة على تجنيد مقاتلين ليبيين، مثل تفشي البطالة والفقر واعتماد شرائح متزايدة على اقتصاد الحرب كحل لأزمات البلاد الاقتصادية، إلا أن "حفتر" يشكو من تناقص أعداد المقاتلين خصوصًا بعد فشل هجومه على طرابلس، وتصاعد حدة الخلافات مع بعض قبائل المنطقة الشرقية. كما أنه استعان في هجومه الأخير على العاصمة بآلاف المرتزقة من مختلف الجنسيات، من تشاد والسودان وروسيا وسوريا، وهي دلالة واضحة على وجود مشكلة في الموارد البشرية والخبرات القتالية في صفوف قواته.
بالمقابل، وفي ظل استمرار الانقسام السياسي، واعتماد "حفتر" على القوة العسكرية لفرض نفسه في المشهد السياسي، من غير المرجح أن يخاطر بالاستغناء عن جزء من قواته، فهو في أمسّ الحاجة للعنصر البشري لتأمين وجوده في المشهد، واستعدادًا لأي مواجهة عسكرية قادمة خصوصًا في ظل انشغال "فاغنر" بأوكرانيا وجبهات أفريقية أخرى.