تعرض ثلاثة رجال دين إيرانيين للطعن في الخامس من نيسان/أبريل الجاري، في ساحة ضريح "الإمام الرضا" في مدينة مشهد شمال شرق إيران، وتوفي أحدهم لاحقًا ويُدعى "محمد أصلاني"، فيما يعاني الاثنان الآخران من جروح خطيرة. وقد أُلقي القبض على منفذ الحادث الذي تقول وسائل إعلام إيرانية إنه لاجئ من الجالية الأفغانية في إيران. من جهته، قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إن "الحادث نفذه شخص متأثر بالجماعات التكفيرية الأمريكية"، حسب وصفه.
يحمل الحادث دلالات دينية حيث جرى تنفيذه في ساحة ضريح مقدس لدى الطائفة الشيعية، واستهدف رجال دين شيعة على وجه الخصوص. ويعزّز الحادث مخاوف الحكومة الإيرانية من تمدد أنشطة عناصر تنظيم "داعش" إلى الداخل الإيراني، عبر توظيف مظلة اللاجئين الأفغان الذين يقيم ثلاثة ملايين منهم على الأراضي الإيرانية، من بينهم 800 ألف فقط مسجلون رسميًا كلاجئين.
كم إن هذا هو الحادث الأول من نوعه منذ سيطرة حركة "طالبان" على الحكم في أفغانستان؛ فقد سبق أن تعرض مقر البرلمان الإيراني وضريح قائد الثورة الإيرانية "الخميني" لهجوم مزدوج عام 2017، نفذه مجموعة من المسلحين وأسفر عن مقتل 12 شخصًا وتبناه "داعش"، وهو ما شكل اختراقًا أمنيًا للعمق الإيراني عبر استهداف مكان سيادي، مثل البرلمان أو مكان له رمزية دينية مثل ضريح "الخميني".