عادت التوترات مجددًا في إقليم ناغورني كاراباخ مع حدوث عدة انتهاكات لوقف إطلاق النار على طول الحدود مع أذربيجان؛ ويتوقع أن تستمر التوترات في الإقليم؛ حيث تسعى أذربيجان إلى الاستفادة من الحرب الروسية في أوكرانيا لاستعادة السيطرة على ناغورني كاراباخ.
وتختلف الاشتباكات الأخيرة اختلافًا كبيرًا عن جولات العنف السابقة؛ حيث تأتي على خلفية الحرب في أوكرانيا، والتي زادت بشكل كبير من عدم الاستقرار في جنوب القوقاز. وقد أصدرت قوات حفظ السلام الروسية مؤخرًا تحذيرًا لأذربيجان، ما يشير إلى احتمال أن تتقدم الأخيرة إلى ما وراء مواقعها العسكرية. ومع تورط روسيا في الصراع في أوكرانيا، يُحتمل أن تقرر أذربيجان أن الوقت الحالي هو الأنسب لإعادة تأكيد سيطرتها على الإقليم المتنازع عليه.
ورغم أن هناك احتمالًا بوجود مواجهة مباشرة بين أذربيجان وقوات حفظ السلام الروسية، حيث إن المنطقة لا تزال شديدة التسليح، إلا أنه من غير المرجّح أن تشارك روسيا في تدخل طويل الأمد في جنوب القوقاز. على عكس ذلك، يُتوقع أن تدفع السلطات الروسية أرمينيا إلى قبول شروط السلام المقترحة لأذربيجان، دون المس بالخطوط الحمراء لأرمينيا، مثل حماية الأرمن العرقيين في ناغورنو كاراباخ. وسيسمح التفاوض على اتفاق سلام دائم بين أرمينيا وأذربيجان لروسيا بالاحتفاظ بدور وسيط السلطة، في وقت تزداد فيه رغبتها في حماية وضعها كقوة عظمى.
ومن المتوقع استمرار التوترات في الإقليم مع انخراط أذربيجان في معارك صغيرة للضغط على روسيا وأرمينيا، بقصد إجبار الأخيرة على قبول مطالبتها بالأراضي المتنازع عليها. لكن لا يمكن استبعاد خطر قيام أذربيجان بشن هجوم عسكري واسع النطاق على ناغورنو كاراباخ، مع ذلك لا يُتوقع أن تنخرط روسيا في الصراع لأنها تسعى للحفاظ على دور الضامن الأمني في المنطقة