الحدث:
تحطمت مقاتلة إيرانية من طراز "إف-14" في إقليم أصفهان بسبب عطل تقني، وذلك في الـ18 حزيران/ يونيو الجاري، فيما نجا الطيار ومساعده.
الرأي:
يُعد حادث تحطم الطائرة الأخير الرابع من نوعه منذ بداية العام الجاري؛ ففي شباط/ فبراير سقطت طائرة مقاتلة من طراز "F-5" في تبريز خلال التدريب، ما أدى لمقتل الطيارين فضلًا عن مقتل مواطن سقطت الطائرة فوق سيارته. وفي أيار/ مايو تحطمت طائرة مقاتلة إيرانية أخرى من طراز "F-7" صينية الصنع في محافظة أصفهان بسبب خلل فني، ما أدى لمقتل الطيار ومساعده، كما سقطت في الشهر ذاته طائرة تدريبية في مياه الخليج بالقرب من جزيرة قشم.
ومن المحتمل أنه يعود تكرار حوادث تحطم الطائرات الإيرانية الحربية إلى عدم توافر قطع الغيار اللازمة، في ظل العقوبات الدولية المفروضة على إيران، وهو ما جعل الجيش الإيراني يستخدم طائرات قديمة الطراز يعود أغلبها إلى عهد ما قبل الثورة عام 1979.
وما يشير لحجم الصعوبات التي يعاني منها سلاح الجو الإيراني إعلان قائد القوات الجوية بالجيش الإيراني، في أيار/ مايو الماضي، نجاح إجراء عمليات صيانة لطائرة "إف-14" وإعادتها للخدمة بعد 18 عامًا من توقف عملها، ووصل الأمر إلى أن قائد القوات الجوية قاد الطائرة بنفسه لإبراز الخبر والتأكيد على صحته.
يشار في هذا السياق أيضًا إلى أن القيود المفروضة على قدرات سلاح الجو الإيراني، واحتياج صناعة الطيران الحربي لقدرات تكنولوجية متطورة لا تتوافر محليًا، دفع طهران للاعتماد على أنظمة الصواريخ البالسيتة، والتي حققت فيها تطورًا ملموسًا في السنوات القليلة الماضية رغم العقوبات. هذا، إضافةً إلى الاعتماد على الطائرات المسيرة ودعم الجماعات والتنظيمات الحليفة في الدول الأخرى، لبناء أدوات ردع تعوض التفوق الغربي و"الإسرائيلي" في مجال الأسلحة التقليدية خصوصًا الطيران والدبابات، فيما يُرجح استمرار طهران في تبني هذا النهج في ظل تحقيقه لأهدافها الاستراتيجية.