استطاعت شركة موانيء أبوظبي "AD Ports"، التابعة لحكومة أبوظبي، الاستحواذ على حصة كبيرة في تكتل بحري مصري، كجزء من حملة استثمارية أوسع في مصر ومنطقة البحر الأحمر. وبحسب الاتفاقية، تستحوذ الشركة الإماراتية على ما يقرب من 70% من شركة "إنترناشونال أسوشيتيد كارجو كاريير" ومقرها القاهرة. يأتي هذا في ظل سعي الإمارات لاستخدام جميع الأدوات الاقتصادية، بما فيها الخبرة في مجال الخدمات اللوجستية، لتحقيق أهداف سياستها الخارجية، خصوصًا الحفاظ على الأمن في منطقتها المباشرة. وتتماشى عملية الشراء المذكورة مع حملة الإمارات لتعزيز مواقعها البحرية في البحر الأحمر والقرن الأفريقي؛ حيث تواجه منافسة من الصين وغيرها، فيما ستواصل الحكومة استخدام مشغلي الموانئ التجارية اسميًا لتحقيق غايات جيو-استراتيجية.
وبعد أن كان تركيز "موانيء أبو ظبي" محليًا بشكل كبير، تتجه الشركة الآن للتوسع دوليًا؛ ففي أيلول/ سبتمبر 2021 وافقت الشركة على تطوير مرفأ رحلات بحرية في ميناء العقبة الأردني على البحر الأحمر، ووقّعت أيضًا في آذار/ مارس مذكرة تفاهم مع وزارة النقل المصرية، لتطوير وتشغيل محطة متعددة الأغراض في العين السخنة، في صفقة تدعم حليفًا إقليميًا مهمًا يواجه تحديات مالية في ميزان المدفوعات. كما أكدت الشركة في حزيران/ يونيو أن المناقشات جارية لتطوير ميناء دولي رئيسي في السودان، ووقعت في الشهر ذاته اتفاقية أولية تهدف إلى توسيع أعمالها اللوجستية في أوزبكستان، بما يتماشى مع الجهود الأخيرة التي تبذلها حكومة الإمارات لتعميق وجودها في آسيا الوسطى، وذلك جزئيًا لمواجهة النفوذ الإيراني.
يذكر أن شركة "ADQ"، وهي شركة قابضة تابعة لحكومة أبو ظبي، قامت بإنفاق حوالي ملياري دولار للحصول على عدة حصص في عدد من الشركات المصرية، المدرجة كجزء من منصة استثمار استراتيجية بقيمة 20 مليار دولار تم إطلاقها عام 2019.
من خلال ما ذُكر، يتضح أن الإمارات ستواصل استخدام قوتها المالية لتحقيق أهداف سياستها الخارجية؛ حيث سيكون قطاع الموانئ والخدمات اللوجستية محورًا رئيسيًا، بحيث يوفر فرصًا لتعزيز الموقع البحري الاستراتيجي في المناطق الرئيسية للمنافسة الجيوسياسية، لا سيما مع مخاطر تكتنف أمن سلاسل التوريد التي تشكل مصدر قلق عالمي ومحلي متزايد.