كشفت تقارير أمريكية عن بدء تدريب فريق روسي في إيران على استخدام الطائرات المسيّرة الإيرانية، وذلك بعد أن كشف مسؤولون أمريكيون، من بينهم مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، عن زيارة وفد عسكري روسي لقاعدة كاشان الجوية الإيرانية مرتين على الأقل خلال الشهرين الماضيين، لبحث شراء طائرات مسيرة إيرانية لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا.
وستساهم الطائرات المسيّرة الإيرانية في سد الاحتياج الروسي لمعدات قتالية مناسبة للعمليات العسكرية في أوكرانيا، نظرًا لانخفاض أسعارها مقارنةً بالطائرات المسيرة الروسية التي ارتفعت تكلفة تصنيعها في ظل العقوبات الغربية على موسكو، وقيود التوريد بنسب تتراوح من 30 إلى 200%. هذا، فضلًا عن إمكانية المزاوجة بين استخدام الطائرات المسيرة الإيرانية في مهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والمهام الهجومية، نظرًا لتسليحها بذخائر دقيقة ما يتيح استخدامها في رصد وقصف أهداف أوكرانية عالية القيمة بدقة.
ورغم ما سبق، فإن دور المسيرات الإيرانية حال استخدامها يُتوقع أن يكون محدودًا، في ظل امتلاك أوكرانيا منظومات دفاع جوي غربية متطورة، فضلًا عن احتياج القوات الروسية لفترة من الوقت لإجادة توظيفها ودمجها بكفاءة في الشبكات وروابط البيانات الروسية. يضاف إلى ذلك اختلاف المفاهيم العملياتية للمسيرات الإيرانية والروسية؛ حيث تستخدم طهران الطائرات المسيرة مع الصواريخ البالستية لتعقيد نوعية الضربات التي تنفذها، مثلما حدث في الهجوم على منشآت "أرامكو" بالسعودية عام 2019، فيما تشكل الطائرات المسيرة بالنسبة لموسكو جزءًا لا يتجزأ من شبكة الحرب الإلكترونية الخاصة بها، حيث تستخدمها في توجيه نيران المدفعية والقصف الصاروخي.