تكررت خلال الأيام الأخيرة عمليات احتجاز البحرية الإيرانية لقوارب أمريكية غير مأهولة؛ ففي الحادث الأول بتاريخ 30 آب/ أغسطس الماضي، احتجزت سفينة إيرانية قاربًا أمريكيًا مسيرًا في الخليج العربي، ثم أطلقته إثر تدخل سفينة حربية أمريكية برفقة مروحية. وفي الحادث الثاني، في الأول من أيلول/ سبتمبر الجاري، احتجزت المدمرة الإيرانية "جمران" قبالة السواحل اليمنية في البحر الأحمر قاربين مسيرين أمريكيين، ثم تخلت عنهما في اليوم التالي إثر تدخل مدمرتين أمريكيتين برفقة طائرات مروحية.
بدأت البحرية الأمريكية في تشرين الأول/ أكتوبر 2021 نشر شبكة من القوارب البحرية غير المأهولة ضمن "فرقة العمل 59"، بالتنسيق مع "إسرائيل" والسعودية ودول أخرى في الشرق الأوسط، لرصد الأنشطة الإيرانية في المنطقة الممتدة من قناة السويس إلى مياه الخليج قبالة الساحل الإيراني، بحيث تزود تلك الزوارق، البالغ عددها نحو 100 قارب، مقر الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين بالمعلومات عن عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن، وعمليات تهريب النفط الإيراني.
بالمقابل، تبدي إيران انزعاجها من ظاهرة انتشار القوارب البحرية غير المأهولة قرب حدودها البحرية، وبالتالي بدأت عمليات لاحتجاز تلك القوارب بحجة تهديدها للأمن البحري في الممرات المائية. لكن في ظل رغبة طهران تجنب التصعيد بشكل كبير، تسارع بإطلاق سراح القوارب المحتجزة بمجرد اقتراب السفن الحربية والمروحيات الأمريكية من نظيرتها الإيرانية، مكتفيةً بإرسال رسائل حول قدرتها على التعرض لتلك القوارب.