ألقت قوات الأمن التركية القبض على خمسة قياديين في تنظيم "داعش"، كانوا يخططون لتنفيذ تفجيرات داخل الأراضي التركية، وذلك بعد أن ألقت قوات الدرك بولاية غازي عنتاب القبض على المسؤول عن القضاء في التنظيم، رامو محمد الحمد، والملقب بـ"رامي ريمو" في الـ31 من آب/ أغسطس الماضي، عندما كان يخطط لتنفيذ تفجير إرهابي. وقد مكّنت اعترافات "ريمو" قوات الأمن من القبض على أربعة قياديين آخرين من التنظيم بمنطقة جرابلس، أثناء محاولتهم التسلل إلى تركيا بقصد شن هجوم على أراضيها. والقياديون الأربعة هم: مسؤول جهاز الاستخبارات، إبراهيم الصالح، الملقب بـ "أبو رسول"، ومسؤول شبكات التواصل الاجتماعي، حسام داود، الملقب بـ"أبو أيوب"، ومسؤول التدريب، أحمد الحلو، بالملقب بـ"أبو عبد الرحمن الشامي"، و"كمي آيدان" الملقب بـ"أبو رشيد الإمام". وكانت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" قد أفرجت في وقت سابق عن بعض قيادات "داعش" من سجن الكف بمحافظة الحسكة شرق سوريا، بشرط مغادرتهم إلى مدينة جرابلس الواقعة ضمن عملية "درع الفرات" شمال البلاد.
رغم توجيه ضربات قوية لقيادات وعناصر تنظيم "داعش" داخل الأراضي التركية وفي الشمال السوري، إلا أن التنظيم، كما هو متوقع، لا يزال يواصل محاولاته للقيام بعمليات ضد أهداف تركية انتقامًا للضربات التي تلقاها خلال السنوات الأخيرة.
لكن اللافت في اعتقال الأمن التركي للخلية القيادية من التنظيم هو إفراج "قسد" عنهم، وتوجيههم للذهاب إلى مناطق السيطرة التركية في الشمال السوري ونحو الأراضي التركية، ما يشير إلى احتمال أن محاولات القيام بالتفجيرات التي كانت تخطط لها الخلية تمت بتنسيق مع حزب العمال الكردستاني "بي كا كا" أو فرعه السوري وحدات حماية الشعب "ي بي جي". وذلك لأن التنظيم الكردي يواجه مؤخرًا ضربات متواصلة شمال سوريا والعراق، واستهدافًا متواصلًا لكوادره عبر عمليات نوعية تشنها المخابرات التركية، ما يدفعه للعمل على استهداف الداخل التركي، وهو ما أشار إليه اعتقال خلايا له خلال الأيام الأخيرة دخلت عبر الأراضي الإيرانية إلى تركيا.
من ناحية أخرى، فإن تصاعد المواجهة الأمنية وانتقالها المحتمل إلى الداخل التركي سيدفع الأجهزة الأمنية التركية إلى مزيد من الاستنفار، خصوصًا وأن الفترة القادمة تتسم بالحساسية مع اقتراب موسم الانتخابات، فضلًا عن حرص الحكومة على استمرار نشاط حركة السياحة في عموم البلاد.