وصل المفتش العام للقوات المسلحة المغربية، بلخير الفاروق، إلى "تل أبيب" في زيارة هي الأولى من نوعها على رأس وفد أمني رفيع المستوى. وبحث "الفاروق" مع رئيس أركان جيش الاحتلال، أفيف كوخافي، القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسُبل تعزيز التعاون بين الجيشين وتوسيعه ليشمل مجالات التكنولوجيا والابتكارات العملياتية. وجاء ذلك على هامش مشاركة المسؤول المغربي في "المؤتمر الدولي الأول حول التجديد والتحديث العسكري"، بمشاركة مندوبين عسكريين من 25 دولة.
منذ توقيع اتفاقية "أبراهام" بين المغرب و"إسرائيل" تركزت العلاقات بالأساس على التعاون الأمني والعسكري، إذ تعتقد الرباط أنّ زيادة التعاون الأمني والعسكري مع "تل أبيب" سيكون له دور مهم في ترسيخ مكانتها في شمال أفريقيا والمغرب العربي، استنادًا إلى الرهان على الاستفادة من الخبرات والتقنيات "الإسرائيلية" في مجال الأنظمة الدفاعية وصناعات التكنولوجية الأمنية والطائرات بدون طيّار والأمن السيبراني. كما تُظهر الرباط اهتمامًا بإقامة مشروعات مشتركة داخل المغرب مع "إسرائيل" في مجال الصناعات الدفاعية.
وتأتي زيارة "الفاروق" الأولى من نوعها إلى "تل أبيب" بعد نحو شهرين من أول زيارة قام بها رئيس أركان جيش الاحتلال "كوخافي" إلى المملكة، لتعكس الوتيرة المتسارعة للتعاون الأمني والذي تلقى دفعة واسعة منذ أن وقع الجانبان، في الـ24 من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، مذكرة تفاهم أمنية دفاعية خلال زيارة وزير دفاع الاحتلال، بيني غانتس، إلى الرباط، بهدف تنظيم التعاون الاستخباراتي والصناعي والمشتريات الأمنية والتدريب المشترك، وهي اتفاقية غير مسبوقة عربيًا حتى مع الدول التي وقعت اتفاقيات سلام مثل مصر والأردن.
بناءً على ذلك، من المرجح استمرار تطور التعاون والتنسيق الأمني بين المؤسسات الدفاعية والأمنية في الجانبين في المجالات العملياتية، فضلًا عن توقع اقتناء المغرب معدات أمنية "إسرائيلية" متطورة بسهولة.