استقبل المدير العام للأمن ومراقبة التراب الوطني المغربي، عبد اللطيف حموشي، نظيره الموريتاني، مسغارو ولد سيدي لغويزي، على رأس وفد أمني قدم إلى الرباط، حيث بحثا سُبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين وتنويع مجالاته، لمواجهة التحديات الأمنية الإقليمية المشتركة، خصوصًا في مجال التكوين الشرطي، وتبادل التجارب والممارسات في الميدان الأمني، فضلًا عن تبادل المعلومات. كما تضمنت الزيارة اجتماعات أمنية للمديرين المركزيين في المديرية العامة للأمن ومراقبة التراب الوطني بالمملكة، مع نظرائهم في المديرية العامة للأمن بالجمهورية الموريتانية، لدراسة التعاون العملياتي والمساعدة التقنية في مختلف المجالات والتخصصات الأمنية ليشمل الزيارات الاستطلاعية والتدريبات.
تعكس الوتيرة المتصاعدة للتعاون الأمني بين المغرب وموريتانيا تمسك الرباط برهانها على إمكانية اجتذاب نواكشوط لمعسكر الدول الداعمة لموقف المغرب إزاء قضية الصحراء، وهو ما قد يغير ميزان القوى شمال القارة ويضعف موقف الجزائر، نظرًا لعلاقات "جبهة البوليساريو" مع موريتانيا. في سبيل ذلك، تعمل الرباط على تقديم مزيج من الحوافز لنواكشوط أمنيًا وسياسيًا، وربما اقتصاديا، بالتعاون مع حلفائها في الخليج العربي و"إسرائيل".
وتأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة من الخطوات بدأت بإعلان العاهل المغربي، محمد السادس، في الـ21 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الموريتاني، الشيخ الغزواني، استعداده لزيارة نواكشوط. ثم وقع الجانبان خلال اجتماع الدورة الثامنة للجنة المشتركة المغربية – الموريتانية، في الـ11 من آذار/ مارس الماضي بالرباط، بعد تسع سنوات من التوقف، 13 اتفاقية تعاون أمني، لا سيما في مجالات مكافحة الجرائم المنظمة والإرهاب والمخدرات والاتجار غير المشروع بالأسلحة. وفي الـ25 من أيار/ مايو الماضي، أجرى قائد أركان الجيش الموريتاني، المختار بول شعبان، زيارة إلى الرباط، في إشارة إلى أن التقارب من المحتمل أن يشمل الجوانب العسكرية أيضًا.