اختتمت القوات البرية التابعة للحرس الثوري الإيراني في الـ21 من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري مناورات ضخمة باسم "اقتدار"، استمرت أربعة أيام قرب الحدود الأرمنية الآذرية، وتضمنت نصب جسر عائم على "نهر أراس" لنقل المعدات العسكرية، فضلًا عن محاكاة لإنزالات ليلية للسيطرة على المرتفعات وطرق المواصلات، وشن غارات بالطائرات المسيرة ضمن عمليات هجومية.
ترتبط المناورات الإيرانية بالاشتباكات المتكررة بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم ناجورنو كارباخ، وسعي أذربيجان للسيطرة على ممر زانجيزور الذي يربط بين جمهورية ناختشيفان الآذرية المتمتعة بالحكم الذاتي مع المناطق الغربية لأذربيجان، وهو ما سيوفر، حال حدوثه، لتركيا وصولًا عسكريًا مباشرًا إلى جنوب القوقاز، كما سيسمح بنقل البضائع عن طريق البر بين أوروبا الغربية وبحر قزوين وأسيا الوسطى عبر تركيا وأذربيجان فقط، كما يهدد بقطع اتصال الحدود الإيرانية الأرمينية البالغ طولها 40كلم، وهو ما سيغلق طريق (جورجيا - أرمينيا - إيران) الموازي للممر الشمالي الجنوبي (روسيا - أذربيجان - إيران). وأخيرًا سيساهم ذلك في تحويل أذربيجان إلى دولة منبع في حوض "نهر أراس"، لتصبح إيران دولة "المصب" الوحيدة على النهر ما يهدد وصولها لإمدادات المياه.
لذلك، تزامنت المناورات مع زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين عبد اللهيان، إلى أرمينيا في الـ20 من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، والذي صرح في مؤتمر صحفي بأن تغيير الجغرافيا السياسية لمنطقة القوقاز بمثابة خط أحمر لبلاده، وهدد باستخدام جميع الإجراءات اللازمة لمنع حدوث ذلك، في رسالة واضحة لكل من أذربيجان وتركيا.
من جهةٍ أخرى، جاءت المناورات بعد زيارة وزير الدفاع "الإسرائيلي"، بيني غانتس، خلال الشهر الجاري إلى أذربيجان، التي تعتمد في تسليح جيشها على السلاح "الإسرائيلي"، وتتهمها طهران بتسهيل التواجد العسكري والأمني "الإسرائيلي" على الأراضي الآذرية لرصد واستهداف الداخل الإيراني. وقد أشار نائب الشؤون التنسيقية لقائد القوة البرية بالحرس الثوري، العميد علي بورجمشيديان، خلال حديثه عن المناورات إلى أن التواجد "الإسرائيلي" جنوب القوقاز يمثل تهديدًا كبيرًا للمصالح الإيرانية.