أجرى رئيس أركان جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، أفيف كوخافي، تحقيقًا أوليًا في حيثيات عملية إطلاق النار مساء السبت 29 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري قرب مستوطنة "كريات أربع" بالخليل، وأسفرت عن مقتل ضابط أمن في المستوطنة وإصابة أربعة آخرين، فيما شهد صباح اليوم التالي عملية دهس نفذها مقدسي في مدينة أريحا، فأصاب أربعة إسرائيليين. وتشير نتائج التحقيق الأولي إلى أن منفذ عملية الخليل "محمد الجعبري" وصل إلى مكان الحادث بمفرده بسلاح قصير من طراز "إم16"، وكان يبحث عن هدف، ووجده في محل بقالة قريب، فأطلق النار وقتل مسئول الأمن "الإسرائيلي" وأصاب ابنه بجروح.
تشير عمليتا الخليل وأريحا جنوب الضفة الغربية المحتلة إلى فتح جبهة عسكرية جديدة من المقاومة في وجه الاحتلال، الذي أوْلى تركيزه للقضاء على جبهة الشمال المتمثلة في مجموعة "عرين الأسود" في نابلس، والمجموعات المسلحة في جنين. إضافةً إلى ذلك، فإن عملية الخليل تفتح المجال لمزيد من المخاوف الأمنية لدى الاحتلال، بسبب كثرة تواجد المستوطنين في المدينة وانتشار مراكز الاحتكاك بين الجانبين.
وبينما تتزايد محاولات تهريب الأسلحة والذخيرة من مختلف الحدود المجاورة، في الأردن ولبنان فضلًا عن محاولات التهريب من داخل الأرض المحتلة، فإن أجهزة أمن الاحتلال ما زالت تنظر لعمليات المقاومة في الضفة باعتبارها "محلية" التخطيط والتنفيذ، دون أن تربطها بتوجيه من خارج الضفة، وهو ما يكرس طابعها الفردي المتناثر في مختلف مدن الضفة، ومن ثم يزيد من فرص تكراراها وتراجع فرص إجهاضها بشكل استباقي. كما تشير الإنذارات المتزايدة بشأن وقوع هجمات جديدة إلى أن الأيام القادمة سيهمين عليها مزيد من التوتر الأمني والاحتكاك بين الجانبين، مع تخوفات من تنفيذ المستوطنين لعمليات ضد الفلسطينيين.