وقع انفجار كبير في شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم السياحية الشهيرة وسط مدينة اسطنبول في الـ13 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، أدى لمقتل ستة أشخاص وعشرات الجرحى. وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم التالي تمكن الأمن التركي من اعتقال المشتبه بها في تنفيذ العملية. وأعلن وزير الداخلية، سليمان صويلو، أن المشتبه بها سورية الجنسية وتنتمي لـ"حزب العمال الكردستاني"، فيما أعلن الادعاء العام الجمهوري في المدينة أنه تم تخصيص خمسة مدعين عموم للتحقيق في التفجير، وأوقفت الشرطة 21 شخصًا على خلفية التفجير. وتؤكد المعطيات الأمنية أن الهجوم نُفذ بواسطة عبوة ناسفة وُضعت في حقيبة تركتها المتهمة، التي جلست لمدة 40 دقيقة في المكان وفجرت القنبلة عقب مغادرتها بدقيقتين، فيما يجري بحث فرضية أن تكون العبوة قد جرى تفجيرها عن بعد أم أنها انفجرت بواسطة مؤقت زمني.
يُعتبر تفجير شارع الاستقلال الأول الذي يقع في اسطنبول منذ سلسلة الهجمات الإرهابية التي ضربت البلاد بين عامي 2014 و2016، وأسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى، ما يعيد هاجس التفجيرات الإرهابية مجددًا إلى الولايات التركية. وتشير المعطيات التي جمعتها الجهات الأمنية إلى مسؤولية تنظيم "حزب العمال الكردستاني" "بي كي كي"، وأن أوامر الهجوم الإرهابي جاءت من عين العرب/ كوباني (شمال سوريا)، رغم أن الحزب نفى مسؤوليته عن العملية.
ويأتي التفجير عقب الضربات المتلاحقة التي تلقاها التنظيم شمال العراق وسوريا خلال الأشهر الأخيرة، والتي شهدت اغتيالات طالت عددًا كبيرًا من الصف القيادي للتنظيم، فضلًا عن اعتقال بعضهم ونقلهم إلى تركيا. بالمقابل، بدا واضحًا من خلال العمليات التي أحبطها الأمن التركي منذ مطلع العام الجاري، والتي كان أبرزها استخدام منفذتي هجوم مرسين طائرة شراعية للعبور من الأراضي السورية إلى تركيا، أن التنظيم يبذل كل السبل لتنفيذ عمليات انتقامية في الأراضي التركية ردًا على الضربات التي تلقاها.