أطلقت جمعية "أشرفية 2020"، بمبادرة من النائب عن حزب الكتائب، نديم الجميّل، وتمويل من أهالي الأشرفية المغتربين وأصحاب المحال التجارية، مجموعة تحت اسم "عيون الأشرفية" بالتعاون مع شركة "أمن" الأمنية الخاصة، لتقوم بمراقبة وحراسة أحياء منطقة الأشرفية والرميل والصيفي والمدوّر (شرق بيروت)، من السادسة مساءً حتّى السادسة صباحًا بعد تزايد عمليات السرقة وأعمال التكسير والتخريب والنشل التي يتعرّض لها أهالي المنطقة. وتتألف المجموعة من 120 عنصرًا بينهم متقاعدون عسكريون وشباب عاطلون عن العمل، مزودين بمصابيح وعصي صغيرة كأي عنصر تابع لشركة أمنية، ويتدخلون بشكل أولي في حال حدوث أي طارئ بانتظار وصول الجيش والقوى الأمنية، التي يعملون بتنسيق دائم معهما، إلى مكان الحادثة.
لا تعتبر ظاهرة الأمن الذاتي جديدة على الواقع اللبناني؛ فمنذ بداية الأزمة الاقتصادية وتنامي أعمال السرقات والسلب وجرائم القتل وتفشي السلاح المتفلت، عمدت عدة بلديات وأحزاب داخل بعض مناطق نفوذها إلى اتخاذ إجراءات لتأمين مناطقها، كمنع التجول بالدراجات النارية في ساعات الليل، وتعزيز أعمال المراقبة والحراسة الليلة. لكن هذه المبادرة التي انطلقت في أحياء بيروت الشرقية تعد أولى المبادرات المجتمعية تمويلًا وإدارةً التي تنطلق وتبدأ عملها على الأرض بهدف ضبط الأمن ليلًا، وإن كانت تحظى بالطبع بدعم من الأحزاب النافذة هناك وعلى رأسها "الكتائب".
وفي ظل الواقع الاقتصادي الضاغط وعدم قدرة الأجهزة الأمنية على تعزيز دورها في ضبط الأمن، ومع دخول البلاد في حالة الفراغ الرئاسي والاشتباك السياسي، سيعزز بشكل أكبر تمدد ظاهرة الأمن الذاتي، سواءً عبر مبادرات مجتمعية أو حزبية أو بلدية إلى مناطق وأحياء وبلدات أخرى في لبنان.