شن تنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم "داعش"، صباح السبت الماضي، هجومًا واسعًا على مدينة القنطرة شرق، التي تطل على قناة السويس، والتابعة إداريًا لمحافظة الإسماعيلية. وبحسب المقاطع المصورة وتقارير صحفية وشهود عيان، سيطر مسلحو التنظيم على مبان حكومية منها مدرسة وكلية صيدلة، ما أدى إلى تحرك أمني واسع؛ حيث استدعى الجيش قوة كبيرة من القوات الخاصة والمظليين وفوج حماية المجرى الملاحي "قناة السويس"، إضافةً لقوات من الشرطة والمجموعات القبلية المساندة لها. واستمرت الاشتباكات عدة ساعات منذ فجر السبت إلى أن استعادت القوات السيطرة وانسحبت عناصر التنظيم، دون تقارير مؤكدة عن حجم الخسائر بين عناصره أو من المدنيين، كما لم يعلن الجيش رسميًا عن خسائره، بينما أفادت تقارير صحفية نقلًا عن مصادر طبية عسكرية بمقُتل سبعة عسكريين مصريين بينهم ضابطان.
لا يعتبر هذا الهجوم أول تحرك لتنظيم "داعش" في منطقة غرب سيناء قرب قناة السويس، لكنّه يعتبر الأوسع والأكثر تصعيدًا؛ ففي أيار/ مايو الماضي أعلن الجيش المصري عن مقتل ضابط وعشرة جنود وإصابة خمسة أفراد آخرين نتيجة هجوم، شنته عناصر "ولاية سيناء" على نقطة كمين "الطاسة" المكلفة بحماية محطة رفع مياه غربي سيناء، في أول إعلان صريح لنقل التنظيم عملياته إلى منطقة غرب سيناء. وفي يومي 12 و13 آب/ أغسطس الماضي، شنّت عناصر التنظيم هجومًا على قرية "جلبانة" (التابعة للقنطرة شرق) حيث سيطروا على النقاط الحيوية في القرية مثل الجسور ومحطة السكة الحديدية ومحولات الكهرباء، قبل أن ينفذ الجيش عمليات قصف جوي مكثف ومدفعي إلى أن انسحبت عناصر التنظيم. وأخيرًا، وفي السادس من الشهر الجاري، قُتل قائد كتيبة صاعقة برتبة مقدم بتفجير عبوة ناسفة بمنطقة جلبانة.
ويُظهر الهجوم الأخير أن استراتيجية التنظيم مازالت غير ناجعة؛ حيث مازال يراهن على السيطرة على الجغرافيا، وهو أمر من غير المرجح أن ينجح في ظل محدودية قدرات التنظيم في مواجهة قوات الجيش المصري. وبالتالي يظل التهديد الرئيسي الذي يمثله التنظيم من الناحية الأمنية هو قيامه بعمليات خاطفة ضد المقار والقوات الحكومية، يعتمد فيها على عامل المفاجأة بصورة أساسية.