الحدث:
أقدمت جماعة الحوثي، الأحد الماضي، على اختطاف سفينة شحن "إسرائيلية" يطلق عليها اسم "جالاكسي ليدر"؛ حيث اقتادتها في البحر الأحمر ونقلتها إلى ميناء الصليف بمدينة الحديدة اليمنية. يأتي ذلك عقب إعلان الحوثيين نيتهم استهداف جميع السفن التي تحمل علم "إسرائيل" أو تشغلها شركات "إسرائيلية"، ردًا على الحرب "الإسرائيلية" على غزة.
الرأي:
بحسب شركة "أمبري" للأمن البحري، فإن المجموعة المالكة لحاملة المركبات مسجّلة باسم "راي كار كاريرز"، والشركة الأم لهذه المجموعة مدرجة باسم "أبراهام رامي أونغار"، ومقرها "إسرائيل".
وتأتي حادثة اختطاف السفينة "جالاكسي ليدر" لتعكس التداعيات المحتملة على الأمن والاقتصاد في المنطقة نتيجة الحرب في غزة، والتي لن تكون أهمها زيادة تكاليف التأمين على السفن وتفادي بعض الشركات مرور سفنها بمضيق باب المندب، ما سيؤثر على حركة التجارة والاقتصاد. وقد أظهرت بالفعل بيانات شحن شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري أن سفينتين تجاريتين مرتبطتين بالشركة التي استولى الحوثيون، حولتا مسارهما في البحر الأحمر وخليج عدن.
ورغم أن تأثير الحوثيين سيظل محدودًا على سير العمليات العسكرية في غزة، إلا أن إظهار قدرتهم على تهديد الملاحة الدولية في منطقة استراتيجية مثل باب المندب سيضع مزيدًا من الضغوط على كل من الولايات المتحدة وأوروبا ومصر والسعودية، والذين سيكثفون بدورهم من مساعي احتواء التصعيد والضغط على الاحتلال لاحتواء الحرب ومنع اتساعها. هذا، فضلًا عن التهدئة ووقف إطلاق النار. كما ستوجه واشنطن حلفاءها في المنطقة، خصوصًا سلطنة عمان، لمزيد من الضغط على الجماعة لإيقاف هجماتها، ومن غير المستبعد أن يتزامن ذلك مع عقوبات أمريكية على الجماعة.
من جهة أخرى، تعكس هذه العملية رغبة الحوثي في فرض جماعته كقوة إقليمية معادية لـ"إسرائيل" لها تأثير حقيقي في المنطقة، وهذه الصورة المثالية شعبويًا سيكون لها تأثير كبير ليس فقط على المستوى المحلي للجماعة، بل على المستوى العربي والإسلامي. كما إن ظهور الجماعة بهذه القوة يكسبها أوراقًا إضافية خلال مفاوضاتها المستمرة مع السعودية لإنهاء الحرب في اليمن؛ حيث ستكثف الدول المعنية ضغوطها على المملكة لاستكمال المفاوضات والوصول لاتفاق مع الجماعة وإنهاء الحرب.
